وكتب له سليمان رسالة بالوعيد والتهديد، وكان سليمان قد رشح يزيد بن المهلب لخراسان، ولما وصل رد قتيبة توقف سليمان وكتب منشور قتيبة من جديد، وأعاد إليه الرسول مرة ثانية بالمنشور، ولكن لم يهدأ قلب قتيبة، فقد كان يخشى أن يعزله سليمان، وكانت بينهما جفوة، لأن قتيبة كان فى بيعة عبد العزيز بن الوليد، ولهذا السبب كان خائفا من سليمان، فشق عصا الطاعة عليه مع أكثر قواده وأصدقائه، وقبل أن يشق عصا الطاعة كان قد عزل وكيع بن أبى أسود الغدانى من رئاسة التميميين ولم يسند إليه عملا آخر عوضا عن ذلك، وأعطى هذه الرئاسة لضرار بن حصين الضبى، ولهذا السبب استبد بوكيع الحقد على قتيبة، وظل يحرض الجند وتمارض، ولزم داره فترة، وحينما خرج اتحد مع هؤلاء القوم وسنحت لهم الفرصة بفرغانة فقتلوا قتيبة وقتلوا أحد عشر من أبناء مسلم، منهم سبعة أولاد لمسلم هم: قتيبة وعبد الرحمن وعبد الله وعبيد الله وصالح ويسار ومحمد، وأربعة من أحفاده، ولم ينج أحد من أبناء مسلم قط إلا عمرو فقد كان فى جوزجانان، وأمر وكيع فقطعوا رؤوسهم جميعا وأرسلها إلى سليمان بن عبد الملك.
وكيع بن أبى سود الغدانى
ثم أرسل سليمان عهد خراسان إلى وكيع بن أبى سود الغدانى، ووضع وكيع سياسة قاسية، فقد كان يقتل كل من يتجاوز حدوده، أو يخون خيانة بسيطة، ووصل الحال إلى أن أحضروا إليه رجلا سكران فأمر أن يقطعوا رقبته فقالوا له: القتل لا يجب على السكران وإنما يجب أن يقام عليه الحد جلدا، فقال وكيع: عقوبتى ليست بالسوط والعصا ولكنها بالسيف، وحينما سمع الناس ذلك خافوا منه، ولم يرتكب أحد جرما يستوجب التأديب أو العقوبة أو القتل، وظل (الأمر) كذلك حتى آخر عهده، وكانت بداية ولايته عام سبعة وتسعين.
يزيد بن المهلب
ثم أعطى سليمان بن عبد الملك خراسان مرة أخرى إلى يزيد بن المهلب، وأرسل يزيد ابنه مخلدا خليفة له، وقدم هو على أثره عام سبع وتسعين، وقبض على وكيع بن أبى سود، وعذب عمال قتيبة بن مسلم، واستولى على أموالهم، وجمع أموالا كثيرة من هذا الطريق.
Страница 173