وقال أبو الحسن الشعرانى: إن طاهرا كان عنده خادم أبيض اللون، بهى الطلعة، فأعطاه لى" وقال": بع هذا، فتضرع الخادم كثيرا وبكى، فتوقفت، فقد كان خادما بارع الحسن، ورجعت إلى الأمير،" وقلت": لماذا تبيع هذا الخادم؟ فقال: ذات ليلة كان نائما فى القصر وقد أزاح الهواء عنه ثيابه فرأيته فحسن فى عينى، وأخشى أن يوسوس لى الشيطان، ثم أمر فأعدوا الهدايا وأرسلوا الغلام مع هدايا أخرى إلى المتوكل.
وذات يوم كتبوا له خطابا وسألوه: إذا كان يستصوب اسم الرشيد؟.
فوقع: لا أريد أن يدعوننى الرشيد؛ إنهم يطلقون هذا الاسم على شخص جعله الله عز وجل جديرا به.
ولما مات المنتصر تولى المستعين الخلافة فجعل ولاية خراسان لطاهر، وتوفى طاهر سنة ثمان وأربعين ومائتين.
محمد بن طاهر
وأسند المستعين خراسان لمحمد بن طاهر، وكان محمد بن طاهر غافلا لا يتبصر العواقب، انهمك فى شرب الخمر، وشغل بالطرب والأنس، حتى هاجت طبرستان بسبب غفلته.
وخرج الحسن بن زيد العلوى سنة إحدى وخمسين ومائتين، وكان سليمان بن عبد الله بن طاهر أميرا على طبرستان، وحاربه الحسن بن زيد، وهزمه واستولى على طبرستان.
وخلعوا المستعين، وتولى المهتدى الخلافة، ظل بها خمسة عشر شهرا وستة عشر يوما، ثم خلعوه وتولى المعتمد الخلافة فى رجب سنة ست وخمسين ومائتين. وكانت خراسان لمحمد بن طاهر، وسرت الفتنة فى طبرستان وگرگان، وحسد محمد بن طاهر أبناء عمه واتفقوا مع يعقوب وشجعوه حتى قصد خراسان وخرج فقبضوا على محمد وتولى يعقوب خراسان.
Страница 201