Зейдизм: анализ проекта и исследование компонентов
الزيدية_قراءة في المشروع وبحث في المكونات
Жанры
إلا أنه قبل ثورة الإمام زيد بن علي
، لم تكن المجموعات الشيعية التي تظهر الموالاة لأهل البيت تتميز كثيرا وذلك لأن الواقع السياسي آنذاك، وهو الواقع الأكثر تأثيرا في تصنيف الناس، كان ينظر إليها بمنظار واحد. أما بعد ثورة الإمام زيد بن علي فإن الشيعة التي تؤمن بالوراثة تميزت عن تلك التي لا تؤمن بها. والتي لا تؤمن بها سميت بالزيدية. فصارت الزيدية علما على من يقول بقيادة "الإمام من أهل البيت المستحق لها بالعلم والفضل والجهاد وليس بالوراثة ." وسبب التميز يعود: أولا: إلى أن الدولة الأموية، وبشكل أخص الدولة العباسية صنفت الشيعة إلى صنفين، صنف يمثل معارضة "وهمية" إن صح التعبير، لا داعي للتشديد عليه والتنكيل به إلا في حالات محدودة جدا، وهم من يقولون بالوراثة حيث إن الإمامة عندهم لم تكن تتطلب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكان يكفيهم ليتشيعوا الإيمان بإمامة إمام من أهل البيت". وصنف يمثل معارضة مهددة، وهم الزيدية الذين كانوا يؤمنون بوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والوقوف في وجه الجبابرة والظلمة، وعدم الخضوع لهم أو الركون إليهم في أمور الدنيا والدين. وثانيا: إلى أن الخلاف بين الشيعة حول الإمامة قد بدأ يأخذ منحنى اقتصاديا كبيرا آنذاك، مما جعل حرص الأدعياء على المحافظة على مكتسباتهم كبيرا. والناظر للأحوال المادية لمن كان يدعي النيابة عن الإمام سيدرك هذا الوضع. بعد ثورة الإمام زيد بن علي
أطلق على الشيعة التي بايعته الزيدية. وقد شملت هذه التسمية شيعة أئمة أهل البيت المقربين، كما شملت بعض العناصر الشيعية التي لم تكن تتوافق وأئمة أهل البيت في آرائها. فنجد بعضا ممن كان من الزيدية آنذاك حمل واحتج لنفس المبادئ التي قال بها أئمة أهل البيت". كما أن بعضا منهم قد حاد عنها، لأسباب متباينة، والذي أريد أن أنبه عليه هنا أن ليس كل من قال بقيادة الداعي المستحق من أهل البيت كان يؤمن بالتوحيد والعدل. فقد برزت قيادة أئمة أهل البيت من حيث دعوتهم إلى العدل بين الرعية، ولم يكن جميع أنصارهم على نفس مذهبهم. إضافة إلى ذاك فإن الإمام زيدا لم يكن صاحب دعوة مذهبية، ولم يعتمد على الشيعة وإنما كان صاحب دعوة إصلاح في الأمة، وقد سار على هذا النهج الأئمة من بعده. ولكن مع السنين قلت نصرة المجموعات التي كانت تتباين مع أئمة أهل البيت في معتقداتها، وصارت كلمة زيدية تشير إلى المدرسة الفكرية والسياسية التي كان روادها أئمة أهل البيت وشيعتهم الخلص فقط. بعد مقتل الإمام زيد توالت الحركات الثورية لأهل البيت"، فكانت ثورة محمد بن عبدالله النفس الزكية(145ه)، ثم متابعة أخيه الأمر من بعده (145ه)، ولولا خيانات داخلية لسقطت الدولة العباسية. ثم قيام الحسين بن علي الفخي، ثم قيام يحيى بن عبدالله بالدعوة التي هزت أركان هارون العباسي وأقام الدنيا وأقعدها إلى أن ظفر به وقتله، مع أنه لم يقم بأي عمل ثوري، ثم قيام أخيه الإمام إدريس بن عبدالله في المغرب وتأسيس دولة هناك استقلت عن الخلافة العباسية إلا أنه لم يمهل فسم في سنة 177ه ، ثم قيام الإمام القاسم بن إبراهيم، ثم قيام دولة أخرى في طبرستان على يد الداعي الحسن بن زيد ، ثم قيام الإمام الهادي في اليمن الذي أسس نواة دولة هناك، ثم قيام الإمام الناصر الأطروش في بلاد الديلم التي أسلمت على يديه، وخلال كل تلك الدعوات كان هناك حركة علمية نشطة تركت لنا الكثير مما نستضيء به، وقد ذكرت بعضها فيما مضى،وهكذا استمرت دعوات أئمة أهل البيت، ودول العدل التي أنشئوها، إلا أنهم في المغرب لم يطل مكثهم لأسباب كثيرة، فبعد نصف قرن من تأسيس الدولة أصابها الوهن، ولم يمض قرن بعد ذلك حتى انتهت. وأما في بلاد طبرستان وبلاد الجيل والديلم، وهي اليوم في شمال إيران، فقد استمرت دولهم هناك فترات طويلة رغم وهن كان يدخلها بسبب دخول الأهواء والمطامع، ولكن مع ذلك تركت لنا نماذج من العدل وكثيرا من العلم. وأما في اليمن فقد استمرت دولتهم في مد وجزر وبقي الزيدية فيها إلى اليوم. وبالله التوفيق.
Страница 135