يبدأ الضوء يغمر المسرح تدريجيا، ويبدأ الناس المارة يملئون خشبة المسرح. الكل يجري بسرعة إلى عمله وحاله، لا أحد يرى الطفل الجالس بيده الممدودة الفارغة. أحد المارة يلقي في اليد الصغيرة الممدودة الفارغة قرشا دون أن ينظر إلى الطفل ويسرع في طريقه. الضوء يخفت تدريجيا على المسرح، والناس تقل تدريجيا حتى يظلم المسرح تماما ويخلو من المارة. لا يبقى إلا الطفل الصغير جالسا مكانه ويده ممدودة أمامه في الظلام.
المشهد الثاني (الضوء القوي في حجرة نوم فاخرة جدا، هي حجرة نوم د. فهيم وزوجته تفيدة.) (د. فهيم بملابس البيت جالس إلى كرسي «فوتيل» يدخن بكثرة ويبدو عليه التفكير العميق والضيق. تفيدة جالسة على السرير بشعرها الصناعي وملامحها المصنوعة وحركتها المصنوعة.)
تفيدة :
برضه مش قادرة اعرف إيه اللي مضايقك في الحكاية دي. الكلام اللي انت قلته ده كله مش شايفة فيه حاجة تضايق أبدا.
د. فهيم (في ضيق) :
بقه كل اللي حكيته ده ومش قادرة تعرفي إيه اللي مضايقني؟ كل الجهد اللي بذلته ده في الكلام وأنا باحكيلك ما قدرتيش تعرفي إيه اللي مضايقني؟ انت إيه؟ انت إيه؟ ما بتحسيش ولا إيه؟
تفيدة :
اسمع يا فهيم، إذا كنت عاوز تقلبها غم زي كل ليلة تقفل الموضوع ده خالص، ستين مرة قولتلك، كفاية طول النهار قاعد في مكتبك تتكلم في الشغل، الساعة الوحيدة اللي نقدر نقعد فيها مع بعض آخر الليل تتكلم برضه في الشغل؟ دي حاجة تكفر، وبرضه مستحملة ومستزوقة وقاعدة باسمع لك. بقى لك ساعة تتكلم وانا قاعدة اسمع لما طلعت روحي، وانا مالي ومال الأرانب؟ يولدوا ما يولدوش؛ والأرانب الأسترالي إيه! ومش عارفة ميكروبات إيه! ومش عارفة الدكتور شرف الدين إيه! والوالي مبسوط مني (تقلد د. فهيم بصوتها)
والوالي يقولي أنا نوع نادر من البشر ولازم نحافظ عليك، ونخاف عليك. تلات اربع كلامك عن إن الوالي مبسوط منك وخايف عليك؛ عاوزني اعرف منين إنك مضايق؟ وعاوزني كمان اعرف إيه اللي مضايقك؟ هو أنا باضرب الودع ولا بافتح كوتشينة؟ كنت بتتكلم وانت مبسوط، ما حستش في صوتك ريحة الزعل لكن ازاي؟ ازاي ليلة واحدة تمر من غير زعل، لازم تنكد علي كل ليلة، لازم تخلق حاجة تزعل عشان تتحجج وتديني ضهرك، اللعبة ما بقتش تنطلي علي يا فهيم، ما تقولها كده بصراحة وشجاعة انك بتحب واحدة تانية. انت فاكرني مش عارفة؟ أنا عارفة كل حاجة والناس كلها بتيجي تقوللي.
د. فهيم (في ذعر) :
Неизвестная страница