وقد فسر البيروني سبب حدوث هذه الظاهرة إلى التغير الدوري لوجه القمر.
74
كما أنه أشار إلى طريقة الكشف عن التيارات البحرية العميقة، التي سبق وأن تحدث عنها أبو معشر البلخي، لكن دون أن يربط بينها وبين المد والجزر، حيث قال في كتابه «الآثار الباقية عن القرون الخالية»: «ويستدل عليها بارتفاع الشباك من ذاتها من قعر البحر.» ويذكر الباحث أنور عبد المنعم، أنه في عام 1957م وخلال دراسة المحيطات إبان (السنة الدولية الجيو-فيزيائية) لاحظ العلماء أن شباك الصيد التي أدليت إلى المياه العميقة في المحيط الأطلسي قد انحرفت في الاتجاه المضاد لسير التيار السطحي، فثبت لهم بالدليل وجود التيارات العميقة، وقد تمكنوا من قياس سرعتها ومسارها.
75 (3-3) ابن حزم الأندلسي
لاحظ ابن حزم الأندلسي (توفي 456ه/1063م) الارتباط بين المد والجزر والقمر. فقال: «ولسنا ننكر أن تكون النجوم دلائل على الصحة والمرض وبعض ما يحدث في العالم كدلالة البرق على نعول البحر وكدلالة الرعد على تولد الكمأة وكتولد المد والجزر على طلوع القمر وغروبه وانحداره وارتفاعه وامتلائه ونقصه.»
76 (3-4) ناصر خسرو
طرح أبو معين الدين ناصر خسرو الحكيم المروزي (توفي 481ه/1088م) مجموعة من الدلائل عن المد والجزر اليومي الذي يحدث في بحر عمان ونهري الفرات ودجلة التي تشير إلى تأثرها بحركة القمر.
قال ناصر خسرو: «ويقال إن المد والجزر متعلقان بالقمر فيبلغ المد أقصى مداه حين يكون القمر على الأفقين يعني أفقي المشرق والمغرب ومن ناحية أخرى حين يكون القمر في اجتماع الشمس واستقبالها يزداد الماء، أي أن المد يزيد في هذه الأوقات ويعظم ارتفاعه وحين يكون القمر في التربيعات تأخذ المياه في النقصان يعني لا يكون علوها كثيرا وقت المد ولا ترتفع ارتفاعها وقت الاجتماع والاستقبال وكذلك يكون جزرها في هذه الحالة أقل هبوطا منه في وقت الاجتماع والاستقبال وبهذه الدلائل يقولون إن المد والجزر متعلقان بالقمر والله تعالى أعلم.»
77 (3-5) أبو عبيد البكري
يشترط عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (توفي 487ه/1094م) التسليم بحديث الملك المتسبب بالمد والجزر فقط في حال كان موثوقا وورد بشكل صحيح. حيث قال: «ومنها أن الملك الموكل بالبحر يضع عقبه في أقاصي بحر الصين فيفور البحر ويكون المد، ثم يشيل عقبه فيرجع الماء إلى مركزه. وإن كان كل ما ذكرنا عنه ممكنا فإنه من طريق الأفراد ولم يجئ مجيء التواتر الموجب للعلم والعمل، فإذا صحت هذه الآثار وجب التسليم والانقياد. وسيأتي ذكر بناء الباب إن شاء الله.»
Неизвестная страница