وعلى الحركة الأفقية للمياه بمعناها الواسع ويقصد بها التيارات البحرية بشكل عام.
من الناحية العملية؛ كانوا يجدون أنه يتوجب على الملاح أن يعرف حركات المد والجزر الخاصة بكل منطقة سيبحر إليها؛ إذ بدون معرفتهما تتعرض سفينتهم لأخطار الارتطام بالصخور كما لا يستطيع تعيين وقت دخوله المرافئ.
خارطة توزع المد والجزر في العالم. ونلاحظ من خلالها أن العلماء العرب قد وصفوا لنا الأنواع الأساسية للمد والجزر التي تظهر في المناطق الواقعة بين خطي عرض (30 درجة جنوبا -60 درجة شمالا). وهي المناطق التي وصلوا إليها. (مصدر الصور:
https://en.wikipedia.org/wiki/Tide#cite_ref-25 .)
نشير أخيرا إلى أنه في حين تم وضع جداول (أزياج) فلكية خاصة بحركات الكواكب والأجرام السماوية، وإقرار معظم الفلكيين والبحارة العرب بوجود تأثير متبادل بين المد والجزر وظهور القمر؛ إلا أننا لم نجدهم قد قاموا بوضع جداول بمواعيد حدوث المد والجزر على مدار الشهر العربي، حتى في الرسائل والكتب المخصصة لدراسة هذه الظاهرة. لكن أبو معشر البلخي وضع طريقة فلكية عامة يمكن من خلالها معرفة مواقيت المد والجزر.
ربما لم تظهر مثل هذه الجداول؛ لأن السبب يعود إلى عدم عمومية الظاهرة وكون معظم البلاد العربية والإسلامية لا تتأثر بهذه الظاهرة، كما أنها لا تؤثر كثيرا على الواجبات الدينية، اللهم فقط بالنسبة للبلدان التي يرغب أهلها بالحج عن طريق البحر.
إذ يتميز المد في البحر المتوسط والبحر الأحمر بتغيرات ضعيفة في مستوى سطح البحر. لكن تيارات المد والجزر القوية تظهر في مضيق جبل طارق (مجمع البحرين) حيث تصل تيارات المد والجزر إلى 2 متر/ثانية. ونظرا لكون ارتفاع سطح البحر المد والجزر ضعيفا على طول الساحل، فقد بقيت ظاهرة المد والجزر غير مكتشفة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط لفترة طويلة.
8
في الصورة أربعة مخططات من تقويم بروسكون
Brouscon (حوالي 1546 تقريبا) «الصفحة العلوية اليسرى: «تعبر البوصلة عن حالات المد العالي عند موانئ ساحل جاسكون (خليج بيسكاري
Неизвестная страница