Явление приливов и отливов в морях в арабском научном наследии: этапы развития научных теорий, объясняющих явление приливов и отливов в морях, и вклад арабских и мусульманских ученых в него, с редакцией группы арабских манускриптов по теме
ظاهرة مد وجزر البحار في التراث العلمي العربي: مراحل تطور النظريات العلمية التي تفسر ظاهرة المد والجزر في البحار وإسهامات العلماء العرب والمسلمين فيها مع تحقيق مجموعة من المخطوطات العربية المتعلقة بالموضوع
Жанры
وإن أصبت الإناء قد استحال في باطنه شيء من الماء، وهو طاف فوق الماء، والماء في البئر أكثر من سمك الإناء ، فاعلم أنه من العلتين جميعا، أعني أن ماء البئر توشل حسيا واستحال هواه معا؛ لأن توشله أكثر من استحالته.
وقد يمكن أن يوجد حسا على وجه الأرض كيف يستحيل الهواء ماء لشدة البرد، بأن تأخذ زجاجة قنينة أو ما أشبه ذلك، فتحشوها بالثلج حشوا تاما، ثم تستوثق من سد رأسها، ثم تزنه وتعرف وزنها، ثم تضعها في قدح تقرب أرجاؤه من ظاهرها، فإن الهواء يستحيل على ظاهر القنينة كالرشح على القلال، ثم يجتمع منه شيء له قدر في باطن القدح، ثم يوزن الإناء والماء والقدح معا، فيوجد وزنهما زائدا على ما كان قبل.
وقد يظن بعض الأغبياء أنه ترشح الثلج من الزجاج ، والماء الذي هو ألطف من الثلج وأدق مسلكا وأحمى من مس الثلج يعسر نفاذه من الخزف المتخلخل منه الجديد؛ فأما الزجاج فلا حيلة في إظهاره منه أبدا، فكيف ينفذ منه الجسم الغليظ البارد المنحصر؟
فقد بينا المد الذي يعرض بالمواد، والمد الطبيعي الذي ليس بمواد، أعني زيادة جسم المادة زيادة طبيعية، لا بمادة منصبة فيه، بل بالاستحالة.
وهذا طبيعي يكون بحمي الأجسام أولا، فإن كل جسم حمي احتاج إلى مكان أوسع منه، وهذا موجود حسا بآلة تتخذها، توجد ذلك عيانا؛ [و] هو أن تكب قنينة أو ما أشبهها من زجاج كهيئة المساقي التي تتخذ للحمام بقدر ما يترك رأس القنينة على وجه سطح الماء وترصدها؛ فإنه كلما ازداد الهواء حرا نش الماء بما يخرج من الهواء الذي في القنينة، إذا تغير الهواء إلى الحرارة بالإضافة إلى ما كان عليه أولا، أعني عند نصب الآلة، وعظم جسمه لذلك، فاحتاج إلى مكان أوسع، فزحم الماء الذي في الإناء وخرقه خارجا، وكان لخرقه، نفاخات الكنشيش صغار بقدر تغيره إلى الحرارة، فإذا برد الهواء بالإضافة على ما كان عليه في وقت حميه انقبض واحتاج إلى مكان أضيق، فصغر جسمه في الإناء، فاحتاج إلى أن يجذب الماء ليملأ المواضع التي كان فيها قبل حميه الجزء الذي خرج خارقا للماء، فرئي الماء عيانا صاعدا في عنق القنينة جائزا وجه سطح الماء علوا، إذ ليس في العالم فراغ من جسم، فمتى زال جسم عن موضع، جذب إليه الجسم المماس له إلى خلاف جهة حركته الطبيعية، أعني الفراغ من أحد الجسمين لا الفراغ المطلق.
فتبين بما وصفنا أن الأجسام إذا حميت عظمت وإذا بردت صغرت. فإذا تقدم بيان ذلك فلنقل الآن ما العلة المحمية للهواء والماء، وما العلة المبردة فنقول: إن حمي الأرض والماء والهواء يعرض لحركة الأشخاص العالية عليها، أعني الحركة الدورية، فإنا نحس جميع الأشياء إذا تحركت على شيء أحمته، حتى ينقدح من ذلك النار، فإنا نجد الخشب إذا حك على الخشب
6
حركة سريعة، قدح النار ، وكذلك نراه في الحجارة والحديد وغير ذلك الأجسام الرخوة، إلا أن ما ينقدح من النار، في قوته، على قدرة قوة الجسم الفاعل له. فما عظم من ذلك واشتدت الحركة وقوة الجسم الفاعل لذلك ظهر ظهورا بينا، حتى يرى مع ضياء الشمس وضياء النيران، وما صغر وضعفت قوته، خفي ذلك، ولم يظهر مع ضياء الشمس والنيران وظهر في الظلام. فإذا قرعنا جسما ضعيفا في الظلام، ظهرت النار، حتى ربما رئي في الثوب ينفض أو يمسح باليد مسحا بحركة سريعة أو الوبر أو بعض الحيوانات الوبرة فضلا عن الأجسام الصلبة.
وأيضا فإنا نرى الأشياء المتحركة حركة سريعة، سيما حركة الذي يحمى حميا ظاهرا للجسم، ويحمى من الهواء ما قرب منها، كما نرى ذلك في الآلات التي تسمى الخذاريف، أعني الفلك المستديرة ذوات الثقبين المنظوم في ثقبها خيط واحد موصول الطرفين، إذا وضع في الخيط أصبع من إحدى جهتي الفلكة، ومن الجهة الأخرى أصبع من اليد الأخرى ومد، حتى يستغرق المد طول الخيط الموصول الطرفين، ثم حرك حركة تدير الفلكية، ثم جذب باليدين، فإذا انتشر الأقل أرخي بعض الإرخاء، ثم جذب، يفعل به ذلك مرارا متواترة، فإذا أدني من بعض الجلد من غير أن يماسه، حس العضو الذي دنا منه حرارة بينة.
وقد ذكر أرسطوطاليس، فيلسوف اليونانيين، أن نصول السهام، إذا رمي بها في الجو، ذاب الرصاص الملصق بها، الموصول بالنصول.
Неизвестная страница