Заим Таир Ахмад Кураби
الزعيم الثائر أحمد عرابي
Жанры
في 4 أكتوبر سنة 1881 رفع شريف باشا إلى الخديو تقريرا بإجابة مطلب الأمة في صدد إنشاء مجلس النواب، ضمنه مزايا النظام الدستوري وضرورة إقراره مصر، وطلب تمهيدا لتأليف المجلس النيابي الجديد إجراء انتخابات عامة طبقا للائحة مجلس شورى النواب القديم ... على أن تعرض الوزارة على المجلس المنتخب مشروع اللائحة الأساسية التي تكفل نهوضه إلى مستوى المجالس النيابية الصحيحة، أو بعبارة أخرى دعا إلى انتخاب مجلس شورى النواب على أن يكون «جمعية تأسيسية» تضع الدستور الجديد.
وفي نفس اليوم الذي رفع فيه شريف باشا تقريره إلى الخديو، صدر الأمر العالي بإجراء الانتخابات العامة، وتحديد يوم 23 ديسمبر سنة 1881 لافتتاح مجلس النواب.
ولما كان نظام مجلس شورى النواب القديم يجعل انتخاب النواب موكولا إلى عمد البلاد ومشايخها في المديريات وجماعة الأعيان في القاهرة والإسكندرية ودمياط، فقد جرت انتخابات سنة 1881 على هذا الأساس.
ولا شك في أن جعل انتخاب النواب موكولا إلى عمد البلاد ومشايخها في المديريات؛ يسهل على الحكومة السيطرة على الانتخابات وإملاء إرادتها فيمن يختارهم العمد والمشايخ ... ولكن شريف باشا حرص حرصا شديدا على أن تجرى الانتخابات حرة بعيدة عن تدخل الحكومة، وأصدر منشورا بذلك إلى جميع المديريات والمحافظات نبه فيه المديرين والمحافظين إلى ترك الانتخابات حرة، وهو أول منشور انتخابي في تاريخ مصر الحديثة يقضي باحترام حرية الانتخابات العامة.
وفي الحق أن الحكومة لم تتدخل في هذه الانتخابات، ولم تتعرض لحرية الناخبين في انتخاب من يريدون ... فكان الانتخاب حرا بكل معاني الحرية، وكذلك كان حرا من تدخل العرابيين، وإملاء إرادتهم على الناخبين وترشيح أشياعهم وأتباعهم، وقد كان في استطاعة حزبهم باعتباره صاحب الفضل في إنشاء مجلس النواب أن يتدخل في الانتخابات، ويملي إرادته على الناخبين، لكي يضمن تأليف غالبية النواب من أتباعه ومرشحيه. ولو فعل ذلك لقضى على حرية الانتخاب قضاء مبرما ... ولكن حسنا فعل، إذ ترك الناخبين أحرارا في انتخاب من يأنسون فيهم الاستقامة والإخلاص والكفاية، ولم يسلبهم حرية الاختيار التي هي قوام الحياة الدستورية الصحيحة ... فجاءت الانتخابات صورة صادقة لإرادة الناخبين، وضرب العرابيون بذلك مثلا رائعا في احترام حرية الانتخاب. (5-1) افتتاح مجلس النواب
كان افتتاح مجلس النواب يوما مشهودا من أيام مصر التاريخية، استقبلته الأمة مغتبطة مبتهجة بما نالته من تقرير حريتها السياسية بإنشاء مجلس يمثلها ويشرف على شئونها وأقدارها، وقد كان هذا المجلس حقا رمزا لهذه الحرية ... ولولا دسائس الإنجليز ومكايدهم لكان فاتحة عصر جديد لنهضة مصر وتقدمها.
أعدت قاعة اجتماع المجلس بديوان وزارة الأشغال - قاعة اجتماع مجلس الشيوخ الآن - وحدد يوم الإثنين 26 ديسمبر سنة 1881 لافتتاحه.
1
فلم تكد تشرق شمس ذلك اليوم حتى ازدحم الديوان والشوارع المفضية إليه بالجماهير، واصطفت أورطة من الآلاي الأول المشاة - آلاي الحرس - على جانبي الطريق من باب الديوان إلى سلم القاعة بقيادة البكباشي محمد عبيد (الذي تقدم الكلام عن الدور الذي قام به في واقعة قصر النيل) ومعها موسيقاها العسكرية تصدح بألحان الفرح والسرور والابتهاج.
وحضر النواب وأخذوا مجالسهم ووجوههم تتهلل غبطة وسرورا ... وفي نحو الساعة العاشرة صباحا تحرك الركب الخديوي من سراي الإسماعيلية، فأطلقت المدافع من القلعة إيذانا بتحرك الموكب، وكان يصحب الخديو في عربته شريف باشا رئيس مجلس الوزراء، وأحمد خيري باشا المهردار - حامل الختم - ورئيس الديوان الخديوي، وطلعت باشا كاتب الديوان الخديوي.
Неизвестная страница