كاسياس :
إذن فاسمع مني يا بروتاس! أما وقد علمت أنك لا تستطيع أن تعرف من صورة نفسك إلا ما ينعكس منها على نحو ما تنعكس الشخوص والأشباح؛ فسأكون لك كالمرآة أريك بمزيد الخشوع والتواضع من شئون نفسك ما لم تعرفه حتى الآن، ثم لا يخالجنك في أدنى ارتياب يا بروتاس، فلو كنت ماجنا هزالا أو كنت مبتذلا لمودتي مرتخصا لها أكيلها جزافا مزجاة بأغلظ الأيمان لكل متظاهر بالإخاء مدع للصداقة، أو كنت ممن يتملقون الرجال ويعانقونهم ثم يوسعونهم بعد ذلك سبابا، أو كنت ممن يتزلفون إلى الناس في المآدب ويجاهرون بالمحبة والوداد لكل عربيد صخاب من الطغام والدهماء - إذن لحق لك أن ترهب جانبي وتعدني خطيرا مخوفا. (موسيقي - ضجيج)
بروتاس :
ما معنى هذا الصياح؟
أخشى أن يكون الناس قد هموا أن يختاروا قيصر ملكا عليهم.
كاسياس :
أوتخشى ذلك؟ إذن فلي أن أعتقد أنك لا تود حصوله.
بروتاس :
كلا يا كاسياس لا أود حصوله، على أني أحبه حبا جما.
ولكن فيم تحجزني ها هنا هذه المدة المديدة؟ ماذا تريد أن تفضي به إلي؟ إذا كان من أجل الصالح العام، فاجعل الشرف في كفة والموت في كفة يتعادلا عندي ويتكافأا.
Неизвестная страница