إسماعيل صبري عبد الله ، وعجزت المباحث عن الوصول إلى حقيقته حتى كشف عن نفسه بعد الوحدة. وكنت أتصور الرجل الذي تعود أنصاره الهتاف باسمه في الزنازين مرددين: «عاش الرفيق
خالد
ألف عام»، (على وزن هتاف مماثل باسم ستالين) عملاقا ضخم القامة، فوجدته أقصر مني. كما لمست زهو
إسماعيل صبري عبد الله
المشروع بنفسه، وهو الذي صمد لتعذيب شرس قبل ثلاثة أعوام كي يعترف بشخصية الرفيق
خالد
الحقيقية. •••
خلال ذلك تضاعف عددنا، وضاقت بنا زنازين السجن الصغير فنقلنا إلى السجن المركزي القريب، الذي كان يعرف بسجن
مصر ، وكانت به مكتبة ضخمة تكونت أغلب محتوياتها على مدى الزمن من مساهمات النزلاء أنفسهم الذين ضموا نسبة محترمة من المتعلمين والأجانب. وأتيح لنا استخدام هذه المكتبة بواسطة مندوب يقترض بضعة كتب توزع على الزنازين ويتم تبادلها بيننا ثم تستبدل بمجموعة غيرها.
بالطبع لم يكن من الممكن التحكم في اختيارات المندوب التي يحاول بها إرضاء الأذواق المختلفة. هكذا أتيحت لي الفرصة لأن أقرأ كتبا لم يكن من الممكن أن اختارها بنفسي. كنت في الواحدة والعشرين من عمري وما زلت مغرما بروايات المغامرة، ولا أستسيغ الكتب النظرية التي كنت أقرؤها بغير حماس بسبب جفافها وعسرها على الفهم؛ إذ كان أغلبها في ترجمات لبنانية ضعيفة وغامضة. وصرت فجأة مرغما على القراءة لكتاب لم أهتم بهم من قبل وفي موضوعات لم تخطر لي على بال. قرأت
Неизвестная страница