День, когда умер дьявол
يوم مات الشيطان
Жанры
ذات يوم عطلة، خرج مروان مع حورياته إلى مكان لم يشاهده من قبل. جلسوا في حديقة تحت شجرة أزهارها تضيء، تتدلى كالأجراس تفوح عطرا. قطف إحداها وأخفاها. كانت النساء تحدثه عن عالمهن، تحدثت سيرينا عن الطاقة الكونية، المناخ، تسخير طاقة البحار، وعن المدن فوق مياه البحار .. مروا على السوق لشراء متطلبات المنزل، وأكثروا من شراء عشبة الشاي التي يحبها مروان. سألته فرضانا: «أظنك قطفت زهرة؟!» أنكر مروان في البداية ثم ادعى أنه نسي، كانت مريانا تتساهل عن السلوك غير المرغوب فيه، ولم تشعر أنها قد تأثرت بسلوك مروان الأناني. تناولوا وجبة العشاء وأسرع هو لمضغ القات، حتى انتفخ خده. ذهب لينام وقد سبقته حورياته إلى النوم، أخذ مكانه بينهن لكنه لم ينم، ثم قام يجلس في الصالة. قال له بروسي: عشبة الشاهي التي تأكلها كثيرا لا تدعك تنام جيدا، ستفقدك عقلك. لماذا تأكلها؟! - هذه العشبة في عصرنا كانت لها مكانة رفيعة، نفضل زراعتها أكثر من طعامنا، ونستورد الطعام من الخارج. لولاها لقمنا بثورات عدة ضد الحكام، فتركونا نزرعها لنتخدر بها وننساهم.
ذات يوم وهم في نزهة إلى مطار مقاطعة صنعاء، حلقن بمركبتهن في الجو وهبطن في الدور السابع في صالة الانتظار ضمن مئات المركبات. شاهد المسافرين من مختلف أقاليم العالم، وصحنا طائرا بحجم ملعب كرة قدم، يهبط من دون أن يسمع صوتا يصدر عنه. خرج منه حشد كثير من المسافرين مقبلين من «سرجونشي» عاصمة العالم. كان مروان يظن أن المسافرين سيمرون على نقط التفتيش والجمارك، لكنهم خرجوا من المطار، وكأنهم في رحلة داخلية. حدثنه عن رئيسة العالم الحالية «سارة ياران» من إقليم الشرق الأوسط، مقاطعة «مقديشو». حدث نفسه: «ها هو العالم يعيش كما عاش في العصور الأولى من حياته حرا طليقا كالعصافير، يذهب حيث يشاء، لكنهم يا خسارة كفار! تلك النظرة بدأت تتنامى فيه.»
ذات يوم ذهب مع نسائه إلى منتزه فوق جبال «جدة»، اندهش وهو يشاهد كتلة كبيرة من الماء معلقة في الجو، والرجال والنسوة يسبحون فيها عرايا إلا ما يستر العانة. في البدء وضع كفه على عينيه، وأخذ يشاهد من بين أصابعه. لعن النسوة في سره، وعاد مندهشا يسأل سيرينا عن تعري النسوة أمام الرجال، يكتم غضبه. فأخبرته بما ازداد به غضبا.
غادر مروان المسبح وسار يشاهد منطقة بيضاء في الجبل المقابل، والناس تتزلج هناك على الثلوج في الهواء الطلق، رغم أن حرارة الجو مرتفعة. مشى في المتنزه ثم توقف يشاهد امرأة عجوزا تمارس اللقاء الروحي مع شاب صغير وراح يلعنهما. عاد إلى جوار المسبح ورأى حورياته يسبحن مع الرجال. وضع كفه على رأسه، كاد يهتف: «ماذا تفعلن يا فاجرات؟ أعوذ بالله، كنت لا أرى حميدة عريانة إلا في غرفة نومي.» أغمض عينيه وجلس يفكر ماذا يفعل، ونساؤه يتمتعن بالسباحة. نادته فرح قائلة: «ستشعر أنك تطير وأنت خارج سيطرة الجاذبية الأرضية. تعال معنا، صديقاتنا هنا أيضا.» ابتعد عن المسبح وهو يحدث نفسه: «هذا فسق، يردنني أيضا أن أمارس اللقاء الروحي مع صديقاتهن، لم يعد هناك حياء أو دين يردعهن .. الله أكبر!»
7
ابتعد عن المسبح وهو يكبح غضبه، ولم يعد يرى أنه يعيش في عالم الجنة كما كان يراه. بقي بجنب أناس وهم ينظرون إلى نجوم السماء والمجرات عبر تلسكوب، فذهب ليشاركهم. رأى أناسا يمشون على القمر. مسح عينيه عدة مرات، ثم سأل فتاة صغيرة، تقف بجواره : «هل هناك فعلا أناس يمشون على سطح القمر؟!»، قالت: «نعم، هل عيناك مزروعتان لا ترى جيدا؟! إذا رغبت أن تمشي على سطح القمر يمكنك ذلك.» ثم قلب التلسكوب في الفضاء، فشاهد مباني في كوكب المريخ، وكذا شاهد مركبات تطوف حول كوكب المشتري، وشاهد نجما يقذف حممه مئات الأميال، وكتلا من الضوء العملاقة تتلاشى في الفضاء. سأل نفسه: «ذلك النجم الذي كنت أشاهده يلمع في حياتي السابقة.» ثم شاهد كوكبا أخضر يشبه الأرض، وعندما سأل عنه قيل له: «ذاك الكوكب اسمه الأرض الثانية»، لكنه على مسافة بعيدة، والعلماء يعدون مركبة للوصول إلى هناك؛ لينتقل البشر للعيش هناك. جلس مروان بجانب الفتاة يحدثها لينسى مشهد عري نسائه. سألته الفتاة وهي تحدق إلى صدره: لماذا يوجد في جسمك شعر. هل زرعته؟!
رد قائلا: «نعم.»
أخرجت الفتاة الصغيرة قلما ورسمت في الجو تليفونا، لتتصل حتى أنهت مكالمتها: سألها ممكن أن أتصل بقلمك؟ - نعم، يا أبي ممكن. - ولماذا تنادينني يا أبي، ولا تقولين يا عم؟
استغربت الفتاة! وقالت: أظنك نسيت أننا نحن الأطفال ننادي الرجل بالأب.
8
Неизвестная страница