День, когда умер дьявол
يوم مات الشيطان
Жанры
خرج الطبيب من الغرفة وهو يضحك، أيسخر منها أم يشتم تلك الانفجارات في المدينة التي تضيء الغرفة؟
قالت الممرضة لحميدة: «هذه معجزة، جلد زوجك يتسلخ، وما زال على قيد الحياة.» وأسرت إلى حميدة على انفراد، بأن زوجها لا فائدة من بقائه في المستشفى، وأن ذلك خسارة على الأسرة. ونصحتها بإخراجه إلى البيت، وأن يشتروا له أسطوانتين أكسجين؛ ليسلموا من تكاليف المستشفى.
صباحا استشارت حميدة أولادها في الأمر، فوافقت الأسرة على نقله إلى البيت، إلا أمه لم توافق. قال لها معاوية: «يا جدة سنهتم به في البيت، تكاليف المستشفى كثيرة.» وراحت هي تخبرهن بأن العناية في المستشفى أفضل، وبأنهم يريدون أن يرثوه وهو على قيد الحياة، وشتمتهم.
كان ذلك اليوم هو الخامس من شهر إبريل، عادت فاطمة قبل الظهيرة إلى منزلهما مشيا إلى المنزل، لم تجد مكانا في الباصات المزدحمة، يكتظ فيها المواطنون حتى على أسطح المركبات. كانت تود أن تشتري طعام الغداء، لكنها لم تجد مطاعم مفتوحة. وصلت المنزل وصعدت سطح المنزل لتطبخ بما تبقى من الحطب وقطع الكراتين، وهي تلعن الدخان والحر.
عند العصر هطل المطر، فحولت مجرى مياه السطح هي وإخوتها عمر، سليم، سالم، نبيل، إلى خزان المنزل الأرضي.
في المساء جلسوا يسمعون الأخبار لمعرفة إلى أي هاوية تذهب البلاد، فسمعت تصريحا للرئيس بتعيين قائد للجيش .. عرفت أن الحرب ستطول، ومضت تذم تلك الاشتباكات التي تحدث بين اليمنيين في مناطق عدة في البلاد.
تحدثت فاطمة مع أسرتها عن منير بأنه خاطبها منذ ثلاث سنوات، وأنه الآن جاهز للعرس، لكنه يخجل أن يتحدث في هذا الأمر في ظل مرض والدهم. انقسم رأي الإخوة، منهم من رفض الزواج حتى يشفى والدهم، ويعقد قرانها بنفسه، وأيدت ذلك الرأي الجدة غصون. قال علي: إذا لم يشف أبونا خلال ثلاثة أشهر فليتزوجا. حرام أن نؤجل زفاف أختنا، منير سالم رجل محترم، وأبونا وافق عليه سابقا. لكن معاوية كان هو الوحيد الذي وقف ضد رأي علي.
اتصلت فاطمة بمنير تبشره بالخبر، وأن يحجز صالة بعد ثلاثة أشهر، وراحا يتبادلان القبل عبر التليفون، حتى سمعا ضحكة غريبة في الخط، لم يعرفا أن هناك جهة تتنصت على المكالمات أثناء الحرب، لا سيما والمكالمة صادرة من بيت رجل قيادي في الحزب المغضوب عليه.
2
كان مروان في آخر لقائه مع سناء يرى نفسه أنه في الجنة، ثلاث ساعات ونصف وهو في قمة النشوة، التي لا تحدث لبشر إلا في الجنة. اقتربت مريانا منه وهي تبتسم، وطبعت قبلة على خده، سألته عن شعوره باللقاء الروحي معهن، كيف وجده؟! رد مروان وهو يتعجب: يا مريانا كأنك تعيشين داخلي. إن لقاء اليوم يضاهي لقائي مع زوجتي حميدة منذ أن تزوجتها قبل ثلاثين عاما حتى فارقتها. كان لقاؤنا لا شيء مقارنة بهذا اللقاء الذي دون كل لقاء.
Неизвестная страница