ولا يزال خطابه هاجعا في صدرنا كأغنية الحب نصف المنسية، وفي بعض المرات يخترق طريقه إلى ذاكرتنا.
كان خطابه بسيطا فرحا، وكانت رنة صوته كالماء العذب في أرض ناشفة.
وقد رفع يده مرة نحو السماء، فبدت أصابعه كأغصان الجميزة، وقال بصوت عظيم: قد خاطبكم أنبياء القدماء، وآذانكم ممتلئة من خطبهم. أما أنا فأقول لكم: أفرغوا آذانكم مما سمعتم.
وهذه الكلمات التي قالها يسوع: أما أنا فأقول لكم ... لم يتلفظ بها رجل من قومنا، ولا من العالم أجمع، بل حملها إلينا جوق من الساروفيم في مروره بسماء اليهودية.
وكان يقتطف أقوال الشريعة والأنبياء مثنى وثلاث ورباع ثم يضيف إليها في كل مرة قائلا: أما أنا فأقول لكم.
يا لها من كلمات نارية! يا لها من أمواج بحر لم تعرفها شواطئ أفكارنا! أما أنا فأقول لكم: يا لها من كواكب لامعة تنشد ظلمة النفس، ونفوس مستيقظة تنتظر جلال الفجر. «الفجر».
إن من يود أن يتكلم عن خطاب يسوع يجب أن يكون له خطابه أو صدى خطابه. أما أنا فليس لي خطابه ولا صداه، فأرجو من فضلك عذرا عن الشروع في قصة لا أقدر أن أكملها، ولكن النهاية ليست على شفتي بعد، فإنها ما زالت أغنية حب في الريح.
نعمان الغداريني
موت إستفانوس
قد تفرق تلاميذه؛ لأنه وصي لهم بالألم قبل أن يسبق إلى الموت، وأعداؤهم يصطادونهم صيد الغزلان وثعالب الحقول، ولا تزال جعبة الصياد ممتلئة بالسهام.
Неизвестная страница