فقال: نعمت صباحا يا ميريام.
ثم نظر إلي، فرأت في عيناه السوداوان ما لم يره رجل قبله، فشعرت فجأة كأنني عارية وخجلت في ذاتي.
بيد أنه لم يقل سوى: نعمت صباحا.
حينئذ قلت له: أفلا تريد أن تدخل إلى بيتي؟
فقال: أما أنا الآن في بيتك؟
إنني لم أعلم ما عناه آنئذ، ولكنني أعلم الآن.
فقلت له : أفلا تريد أن تشرب الخمر وتكسر الخبز معي؟ «مريم المجدلية».
فأجاب: بلى يا ميريام، ولكن ليس الآن.
ليس الآن. ليس الآن، هكذا قال لي، وكان صوت البحر في هاتين الكلمتين، وصوت الريح والأشجار، وعندما قالهما لي تكلمت الحياة مع الموت.
فاذكر يا صاح، ولا تنس أنني كنت ميتة؛ فقد كنت امرأة طلقت نفسها، وكنت أعيش بعيدة عن هذه الذات التي تراها الآن؛ فقد اختصصت بجميع الرجال، ولم أختص بأحد، فكانوا يدعونني عاهرة، وامرأة فيها سبعة شياطين. كنت ملعونة من الجميع ومحسودة من الجميع.
Неизвестная страница