وأية تعزية في رجل نظيرهم، ورأفته كرأفتهم؟
أو في إله محبته كمحبتهم، ورحمته هي رحمتهم؟
إنهم لا يكرمون الرجل، الرجل الحي، الرجل الأول الذي فتح عينيه ونظر إلى الشمس بأجفان غير مرتعشة.
إلا أنهم لا يعرفونه ولا يريدون أن يكونوا مثله. •••
إنهم يريدون أن يكونوا مجهولين، وأن يمشوا في موكب غير المعروف.
إنهم يحبون أن يحملوا الكآبة التي هي كآبتهم؛ ولذلك لا يريدون أن يجدوا تعزية في مسرتك.
وقلبهم الوجيع لا ينشد التعزية التي في أقوالك وأنشودتها.
أما آلامهم، الصامتة المخلعة، فإنها تجعلهم مخلوقات مستوحشة لا يزورها أحد.
ومع أنهم يعيشون مع أهلهم وأبناء أمتهم، فهم يعيشون خائفين ولا صديق لهم، ولكنهم يحبون أن يكونوا وحدهم.
وإذا هبت الريح الغربية ينحنون إلى الشرق.
Неизвестная страница