وأحسب أن الجواب المجمع عليه غير مجهول، وأننا لا نتمنى أن يصبح الناس كلهم على مثال واحد، كتماثل القوالب والمصنوعات، ولا نتمنى أن يتفاضلوا بغير عمل من الفضلاء يصححون به من دنياهم ما يحتاج إلى التصحيح.
هل الحياة لوترية؟
كلا، ليست الحياة لوترية وليست اللوترية نفسها لوترية إذا فهمنا من هذه الكلمة أنها مصادفات خالية من الأسباب.
وإنما الحياة أسباب نعرف بعضها ونجهل بعضها، والذي نعرفه من تلك الأسباب يخضع لنا تارة، ونخضع له تارة أخرى.
وعلينا - إذا أردنا أن نحقق معنى الحياة في أنفسنا - أن نعالج ما نستطيع، ولو كان قصارى الأمر أن نعلم في نهاية العلاج أننا لا نستطيع.
فهذه هي الحياة.
وهي على ما يتبقى فيها من العيوب بعد كل علاج ومحال خير من القسمة التي يطاف بها على الأحياء كما يطاف على نزلاء الملاجئ بجراياتهم المكتوبة في البطاقات.
فمن اختار هذه، فالحياة عنده حسبة آلية لا خير فيها، ولا شر ولا طعم لها ولا مذاق.
ومن اختار تلك، فالحياة عنده حياة.
الفصل الثاني والثلاثون
Неизвестная страница