Министры и писатели
الوزراء والكتاب
[34]
لقحذم بن أبي سليم: من أين هذا النفط؟ قال: أصلح الله الأمير! أما الأسود فإنه يحمل من أذربيجان، وأما الأبيض فإنه يحمل من رامهرمز، فقال له: يا بن اللخناء، من سألك عن الأسود، والله لتوسعني صمتا، أو لأوسعنك جلدا!
وكان قحذم يعيب صالح بن عبد الرحمن لتعظيمه ابنه، واعتماده في الأمور عليه، فصنع قحذم بابنه عمر مثل ما عاب، وكان يقول: ما أعلم أحدا يضبط أمر العراق بعدي إلا ابني عمر. فولى ابنه أمره، فصانع وأصاب مالا وسلاحا، فقال يوسف لقحذم يوما: يا قحذم، اكفني ابنك ونحه عنك. فقال زياد بن عبد الرحمن ليوسف بن عمر: إن هشاما قد أعجب بقحذم، ولست آمن أن يوليه العراق، فوقرت في نفس يوسف، فكتب إلى هشام يستأذنه في الوفادة، فأذن له، وأمره أن يولى الحكم بن أبي الصلت الحرب، ويولى الخراج قحذما، فقال له زياد بن عبد الرحمن: هذا ما أخبرتك به. فترك يوسف الوفادة، وعزل قحذما، وحبس ابنه عمر وعذبه، وقال لقحذم: اخرج عني، فقال له: خل ابني، علام تحبسه! فقال: عليه مئة وخمسون ألف درهم، قال: فهي علي، فأخرجه وابعث به إلى عبد الصمد بن أبان بن النعمان بن بشير بواسط، مع حرس من قبلك، فإذا حملت إليه هذا المال خلى سبيله، ففعل. وقدم قحذم ورسل يوسف على عبد الصمد، فقال له عبد الصمد: جئني بكفلاء بالمال، فجاءه، فخلاه، فانحدر إلى البصرة. وجاء كتاب يوسف إلى عبد الصمد: احبس قحذما، وإن كان قد مضى فاطلبه أشد الطلب. فاتصل ذلك بقحذم، فهرب إلى مكة، فأقام بها ثلاث سنين. ومات هشام، فكتب يوسف إلى الوليد: إن قحذما بمكة، وسأله الأمر بطلبه وحمله إليه. فكتب الوليد إلى يوسف بن محمد بن يوسف يأمره بطلبه وحمله إلى يوسف بن عمر، فطلبه يوسف بن محمد، فلما صار في يده تلطف له، وقال: أترضى، وأنت خال أمير المؤمنين، بإمرة الحجاز ويوسف بن عمر على العراق؟ فقال: قد وعدني أمير المؤمنين أن يولينيها.
Страница 57