Министры и писатели
الوزراء والكتاب
[30]
الناس بمثل هذا، حتى عذب بضرب منه، كان يدعى الفزارية، كان إياس بن معاوية دل ابن هبيرة عليه، فقال صالح: هذا ما لم أعذب به. فلما ألح ابن هبيرة على صالح بالعذاب، جاء جبلة بن عبد الرحمن، وجبهان ابن محرز، والنعمان السكسكي، فقالوا: نحن نضمن صالحا وما عليه، فقال لهم الكاتب: أحضروا المال، فقالوا: قبل الليل. فدخل الكاتب على ابن هبيرة فأعلمه، فلم يخرج إليهم حتى أمسوا وانصرفوا، وأصبح صالح ميتا.
أيام هشام بن عبد الملك
وكان يكتب لهشام سعيد بن الوليد بن عمرو بن جبلة الأبرش الكلبي، ويكنى أبا مجاشع، وكان غالبا عليه.
ولما توفي يزيد بن عبد الملك، وأفضى الأمر إلى هشام، أتاه الخبر وهو في ضيعة له ومعه جماعة من أصحابه، فيهم سعيد بن الوليد الكلبي، فلما قرأ الكتاب سجد من كان معه من أصحابه خلا سعيد، فإنه لم يسجد، فقال له هشام: يا سعيد، لم لم تسجد كما سجد أصحابك؟ فقال: علام أسجد، أعلى أن كنت معي فطرت، فصرت في السماء! قال له: فإن طيرناك معنا؟ قال: الآن طاب السجود.
وكان هشام يعتم، فقام سعيد ليسوي عمامته، فقال له هشام: مه، فإنا لا نتخذ الإخوان خولا.
ولما شخص عمر بن هبيرة إلى هشام تكلم بكلام استحسنه هشام، ثم أقبل على سعيد فقال: ما مات من خلف مثل هذا، قال: فقال له سعيد: ليس هناك يا أمير المؤمنين، أما تراه يرشح جبينه بضيق صدره؟ فقال عمر ابن هبيرة: ما لذلك رشحت يا سعيد، ولكن لجلوسك ولست بأهل. وكان سعيد يحب أن يفسد حال عمر بن هبيرة عند هشام.
Страница 49