214

Министры и писатели

الوزراء والكتاب

[116]

- قد ذكرناها - وأخذ البيعة لمحمد بالعهد بعد الرشيد وسماه الأمين، فبايع الناس له.

وفسدت نية جعفر بن محمد بن الأشعث ليحيى بن خالد، وأضب عداوته، مع عظيم إحسانه إليه.

وكان يحيى بن خالد يقول أبدا: ما أريد الدنيا إلا لثلاثة: جعفر بن محمد ابن الأشعث، وعلي بن عيسى بن يزدانيروذ، ومنصور بن زياد، وكلهم انقلب عليه، وأساء به، فلقي يحيى وأسبابه منهم ما يكرهون.

ولوزير العروضي شعر يهجو به محمد بن الأشعث مكلم الذئب الخزاعي، وهو:

تهتم علينا بأن الذئب كلمكم ... فقد لعمري أبوكم كلم الذيبا

فكيف لو كلم الليث الهصور إذا ... تركتم الناس مأكولا ومشروبا

هذا السويدي ما يسوى إتاوته ... يكلم الفيل تصعيدا وتصويبا

ويروي: هذا السبيدي ما تخشى معرته فضربه محمد بن الأشعث ثلاث مئة سوط.

وكان لجعفر بن محمد بن الأشعث ابن يقال له العباس، شاعر كاتب ظريف.

وكان الحسن بن البحباح البلخي، كاتب الفضل بن يحيى، ويكنى أبا علي، شاعرا أديبا، وكان أخوه الفضل بن البحباح الحاجب، وكان الحسن قد خدم المهدي وموسى، وتقلد في أيام مصر، وخدم بعده الرشيد، وفارق عند توسط أيام البرامكة السلطان، وتخلى من الدنيا وجاور بمكة، فكتب إليه أبو يعقوب الخريمي قصيدته الطويلة، التي يقول فيها:

ألا بكرت لبني عليه تعاتبه ... تحدثه طورا وطورا تلاعبه

وأكب على سماع الحديث، وكان لازم سفيان بن عيينة، ولزم معه حاتم، وحسين بن ثابت، وخاقان، وأكثروا السماع منه، حتى لم يكن فيه للعامة فضل عنهم، فقال محمد بن مناذر، وأسمع سفيان:

بعمرو وبالزهري والزمر الألى ... بهم ثبتت رجلاك عند المقاوم

جعلت طوال الدهر يوما لثابت ... ويوما لخاقان، ويوما لحاتم

وللحسن البحباح يوما، وبعده ... خصصت حسينا دون أهل المواسم

نظرت وطال الفكر فيك فلم تكن ... تدير الرحا إلا لأخذ الدراهم

فعدل سفيان عنهم إلى العامة.

Страница 214