Экзистенциализм: Очень Краткое Введение
الوجودية: مقدمة قصيرة جدا
Жанры
في رأي ياسبرز، سعى الرجلان إلى قيم الصدق والالتزام و«الحقيقة الأصلية»، متجاوزين حدود القدرة الجسدية والنفسية على الاحتمال. كانا بالفعل استثناءين، نعجب بهما لكن لا نقلدهما. بدا بذلك وكأنه يقول: لا أحد مجبور على الشهادة. فمثل سقراط، عاشا وعانيا بسبب صدق تعاليمهما، وكانت حياتهما أشبه بما وصفه ياسبرز ب «حطام سفينة». وعلى هذه الحال، فهما يمثلان إنذارا ضد الشطط الذي يجب ألا نتبعه، وفي نفس الوقت يمثلان نموذجا للفضائل التي يجب أن نحاكيها. وهذا يلهم ياسبرز درسا من حياتهما: «التفلسف في ضوء الاستثناء دون التحول إلى استثناء».
هوامش
الفصل الثالث
الفلسفة الإنسانية: ما لها وما عليها
أعتقد أن البطولة والقداسة لا تروقانني حقا. ما يهمني هو أن أكون إنسانا.
ألبير كامو، «الطاعون»
لو كانت هناك نزعة إنسانية اليوم، فإنها تجرد نفسها من الوهم الذي أجاد فاليري تصويره عند حديثه عن «هذا الإنسان الصغير داخل الإنسان الذي دائما ما نفترض وجوده».
موريس ميرلوبونتي
في 29 أكتوبر 1945، ألقى سارتر محاضرة عامة بعنوان «هل الوجودية فلسفة إنسانية؟» سرعان ما أصبحت بيانا رسميا بإطلاق الحركة الوجودية. من جميع النواحي، كانت حدثا فكريا غذى بالتأكيد نيران الحركة التي كانت تنتشر من مقاهي ليفت بانك ومسارح المنوعات في باريس إلى أوكار مشابهة عبر أنحاء أوروبا والعالم. لخصت هذه المحاضرة - التي ألقيت على جمع حاشد من الجماهير - بإيجاز ما صار يعرف بالسمة المميزة لوجودية سارتر: الادعاء بأن «الوجود يسبق الجوهر». بالنظر إلى النزعة الإلحادية المفترضة في رأي سارتر، بدا أن ذلك يترتب عليه أن الأفراد متروكون ليصوغوا قيمهم الخاصة؛ لأنه لا يوجد نظام أخلاقي في الكون يمكن أن يوجهوا أفعالهم وفقه، وأن هذه الحرية - في واقع الأمر - كانت في حد ذاتها القيمة المطلقة التي يمكن أن يلجأ إليها المرء (أو كما يقول هو: «عند اختيار أي شيء على الإطلاق، فإنني قبل أي شيء أختار الحرية.») كان من الممكن أن يكتشف كل هذا القدر أي شخص قرأ كتابه الأهم «الوجود والعدم»، الذي نشر قبل ذلك بعامين. لكن هذا الكتاب الطويل والصعب لم يكن حقا أعلى الكتب بيعا، بل يمكن أن نضيف أنه، مثل كتاب داروين «أصل الأنواع»، كان يقتبس منه أكثر مما يقرأ.
لم يكن ما جعل هذه المحاضرة ضرورية هو أنها بسطت العديد من الملامح الأساسية لعمله الأكبر وحسب، بل إنها حاولت الإجابة عن اعتراضات نقاد سارتر الكبار من كلا الجانبين الشيوعي والكاثوليكي بأن هذه الفلسفة الجديدة كانت تجسيدا للفردية البرجوازية، وأنها لم تراع مطلقا متطلبات العدالة الاجتماعية التي تثقل المجتمع الأوروبي المنهك بالحرب. بعبارة أخرى: كان الصوت القائد للفكر الوجودي يواجه تحدي الإجابة عن المزاعم القائلة: إن فلسفته لم تكن إلا مخدرا نرجسيا لإبعاد الشباب عن مهمة إعادة بناء مجتمع عادل من بين أطلال التراجيديا الفاشية؛ ما يعني أن الوجودية ستفقد مصداقيتها أمام العامة لو لم تستطع تقديم فلسفة اجتماعية قابلة للتطبيق وذات صلة بحياتهم.
Неизвестная страница