Экзистенциализм: Очень Краткое Введение
الوجودية: مقدمة قصيرة جدا
Жанры
بيد أن الاعتراض الأساسي للوجوديين هو أن الوجود نفسه ليس «جوهرا» خاضعا للاختزال، كما صاغ ميرلوبونتي عبارته الشهيرة «الاختزال [الفينومينولوجي] الكامل أمر مستحيل» لأنك لا تستطيع «اختزال» الموجود «المختزل». يمثل الفرد الموجود ما هو أكثر من «صفاته» التي قد يتمنى المرء تحديدها في مفهوم نظري. وقد احتج سارتر قائلا إن هناك «ظواهر وجودية»، مثل تجربتنا الشعور بالغثيان، تكشف أننا موجودون وأننا لا نحتاج إلى الوجود «صدفتنا». إلا أن هذه التجربة ليست إدراكية، وإنما هي مسألة إحساس أو وعي وجداني؛ أي مسألة تحديد الأوصاف والطباع.
هوامش
الفصل الثاني
التحول إلى الفردية
لا يوجد كائنان، ولا موقفان، متكافئان تماما أحدهما مع الآخر.
الوعي بهذه الحقيقة يعني التعرض لأزمة من نوع ما.
جابرييل مارسيل
عرفت الوجودية باعتبارها فلسفة «فردية». وسوف نقيم وجهة النظر هذه عندما نستعرض بعدها الاجتماعي في
الفصل الخامس . لكن من البداية يجب أن نلاحظ أنه، في نظر الوجودي، كونك فردا في مجتمعنا الضخم هو إنجاز وليس نقطة انطلاق. مرة أخرى، سيتعامل كل وجودي مع هذا الموضوع بأسلوبه الخاص، إلا أن فكرتهم الأساسية هي أن اتجاه المجتمع الحديث يبعدنا عن الفردية ويأخذنا نحو الامتثال المجتمعي. في هذا الشأن، يشير كيركجارد إلى «الدهماء»، في حين يتحدث نيتشه بلهجة أكثر انتقادا عن «القطيع»، وهايدجر عن «الفرد»، وسارتر عن «الذات». في كل حالة، تكون الإشارة إلى التفكير، والفعل، واللبس، والتكلم، وغير هذا مما يفعلونه «هم». في القصة القصيرة التي كتبها ليو تولستوي بعنوان «موت إيڤان إيليتش»، غالبا ما يشير المتحدث - وهو شخص ممتثل للأعراف المجتمعية ووصولي - إلى اتباع سلوك «لائق»، حتى إلى درجة استخدام العبارات الفرنسية التي تفضلها الطبقات الاجتماعية الأرقى التي يطمح إلى الانضمام إليها. بهذا المعنى، فإن التحول إلى الفردية هو مهمة يمكن تنفيذها ومواصلتها لكنها ربما لا تكتمل على نحو دائم أبدا. فكما أشرنا في الفصل السابق، تتطلب الطبيعة الزمنية للحالة الإنسانية أن يكون وجود الفرد دائما ديناميكيا وقيد التشكيل، وألا يكون أبدا ساكنا وتاما. وبحسب الظروف، قد ينطوي الأمر أيضا على مخاطرة كبيرة.
تحدث نيتشه بفصاحة عن الوحدة التي يشعر بها الفرد الذي يرتقي فوق القطيع. وكما هي حال الوجوديين غالبا، كانت حياته الخاصة برهانا مأساويا على الثمن الذي يدفع دائما مقابل هذا الخروج عن الامتثال المجتمعي، وذلك خلال سعيه - وفق أسلوب سقراط - إلى تحقيق التناغم بين حياته وتعاليمه. لسنوات جاب نيتشه أوروبا دون أن يمكث في مكان واحد أكثر من بضعة أشهر، فنزل في غرف مؤجرة أو كضيف لدى أحدهم، وكان يعاني صداعا نصفيا حادا وآلاما في المعدة، ومضطرا في أغلب الأوقات إلى دفع ثمن نشر أعماله التي لم تصل أبدا إلى جمهور عريض خلال سنوات حياته. لقد شبه نفسه بإسبينوزا، فيلسوف القرن السابع عشر الهولندي المنحدر من أصول يهودية الذي نبذه الكنيس اليهودي بسبب آرائه غير التقليدية. وهو يقول في إحدى مقولاته المأثورة: «يقول أرسطو إن المرء لكي يعيش وحده يجب أن يكون وحشا أو إلها، متجاهلا الحالة الثالثة: يجب أن يكون المرء كليهما؛ أي فيلسوفا.» يصر نيتشه على أن الفيلسوف يجب أن يتصرف ضد أفكار عصره المتلقاة، فيقول:
Неизвестная страница