Религиозная экзистенциализм: исследование философии Пауля Тилиха
الوجودية الدينية: دراسة في فلسفة باول تيليش
Жанры
وفي عام 1920م تحددت هويته تماما بالاشتراكية الدينية
Religious socialism
وكان دائما من أبرز وأنشط أعضائها، وذلك على أساس ما تقدم من خطوط عامة في فكره؛ فالمجتمع المعاصر فقد تكامله وخسر جوهر وجوده، وطغيان الماديات جعله في خواء، وفي مسيس الحاجة إلى نوع من الخلاص، وهذا الخلاص يستلزم من ناحية قيم العدالة الاجتماعية، والتقارب الطبقي، وعدالة توزيع الثروة في المجتمع، أي الاشتراكية، ويستلزم من الناحية الأخرى - أو الجهة الأخرى للحدود - الدين ذا التجربة الروحية والأبعاد الوجودية العميقة؛ لذلك لا يتم الخلاص المنشود إلا بواسطة إحلال الاشتراكية الدينية محل الثقافة البرجوازية، إنها تستهدف إصلاح المجتمع بحيث يصبح الدين روحه، فيمكن أن تصبح الحضارة ثيونومية؛ يقول تيليش: «الاشتراكية الدينية ينبغي أن تفهم بوصفها حركة صوب الثيونومي الجديد؛ فهي أكثر من مجرد نسق اقتصادي حديث، إنها فهم شامل للوجود، صورة للثيونومي المطلوب والمتوقع الآن.»
14
إنها تبدو الحل الذي يفرض نفسه؛ فتيليش يرفض فكرة اليوتوبيا، ويرى أن مملكة الله لا تتحقق أبدا في المكان والزمان، فطالما يوجد إنسان على ظهر الأرض سيوجد دائما الخير والشر والصواب والخطأ؛ مملكة الله ومدينة الله فكرة متعالية ترانسندنتالية يمكن فقط أن تمثل معيارا للحكم على المجتمعات؛ أما الاشتراكية الدينية فهي البديل الواقعي والسليم.
وقد كانت حركة الاشتراكية الدينية منتشرة في أوروبا، وقوية في ألمانيا تصدر جريدة «أوراق من أجل اشتراكية دينية»
Blätter für Religiösen Socializmus ، فانضم إليها الشاب المتحمس باول تيلش، وشارك بمقالات في هذه الجريدة، ولكنه بدأ يستشعر روح الوهن والشيخوخة والدوجماطيقية فيها، فانفصل مع جمع من زملائه الشباب في حركة تروم أن تبث في اللاهوت الصارم للاشتراكية الدينية الألمانية حياة وعزما أنضر، وقدرة على مواجهة متغيرات الفكر والواقع؛ وأصدر بمعية زملائه مجلة «أوراق جديدة للاشتراكية
Neue Blätter für Socializmus » تهدف إلى إعادة قولبتها على أساس منظور ديني وفلسفي حديث، وهو شخصيا لم ينشغل بغير المسائل النظرية، ولكن المجلة بتأثير زملائه تصدت أيضا للمشاكل العملية والواقع السياسي الجاري.
15
وفي هذه الدعوى نجد الدين لتعضيد الاشتراكية، بقدر ما نجد الاشتراكية لتعضيده، مبدؤها أن الرب ذو علاقة، ليست فقط بالفرد وحياته الداخلية، أو بالكنيسة بوصفها كيانا اجتماعيا؛ الرب ذو علاقة بالكون وهذا يتضمن الطبيعة والتاريخ والشخصية؛ ولذلك يؤكد تيليش أن الكنيسة سوف تفشل في أداء مهمتها إن هي صاغت رسالتها بصورة مطلقة وبغير أن تضع الصراع الطبقي في اعتبارها، وأن الاشتراكية الدينية هي فقط التي تستطيع أن تحمل رسالة الكنيسة إلى كتل البروليتاريا التي لم تعد تدخلها اللهم إلا للتعميد والزواج والجنازات؛ لذلك فالاشتراكية الدينية، وليست الرسالة الداخلية، هي الشكل الضروري للنشاط المسيحي بين الطبقات العاملة. على هذا المحور انصبت جهود تيليش لجلو الصدأ عن المبادئ البروتستانتية الأصيلة وإعادة صياغتها لتواصل قدرتها على الاستمرار وعلى أداء دورها، ولم تكن مهمته سهلة؛ لأن البروتستانتية اللوثرية كانت من الأصول المكينة التي ارتكزت عليها نشأة الليبرالية والرأسمالية في القرنين السابع عشر والثامن عشر، فضلا عن أن الاشتراكيين يخشون من تأثير الكنيسة على تثبيط الهمم النازعة إلى تحقيق الحكومة الاشتراكية؛ والكنيسة بدورها تخشى على رموزها المقدسة من مد الفكر الاشتراكي، فتقف في وجهه وتبدو مضادة أكثر للنزعة الإنسانية. وتجاهر طبقة الصفوة بإعجابها بالكنيسة لوقوفها في وجه الوثنية القومية، فيقوى موقف الكنيسة النائي عن مطالب الطبقة العاملة، وهي الكثرة الغالبة، وها هنا لنا أن نتذكر القول المأثور عن الاشتراكيين والشيوعيين الملاحدة من أن الله اختار الوقوف في صف الأغنياء، وعلى الفقراء البحث عن إله آخر! وعلى هذا تبدو جهود تيليش مسألة ملحة، وهي تتبلور في مقاله «المبدأ البروتستانتي والموقف البروليتاري»
Неизвестная страница