73

فقال سيف: ولم لا ينطق به الناس، لم لا تنطق به أنت مثلا؟

فقال الشيخ: تسألني لم يا ولدي؟ لست أدري. ولكنه قد كان. من السهل أن نتحدث هكذا، فإنه لا يكلفنا إلا أن نتكلم. ولكن الصعوبة هي أن نفعل وأن نستطيع.

فقال سيف: إذن فلا جدوى من كل هذا، إنها أحجية يا سيدي، وعفوا إذا قلت هذا، إنه لغز. تقول إننا نستطيع أن نختار وأن ننطق بالمثل الأعلى وأن هذا هو المنبع، ثم تقول إننا لا نستطيع أن نفعل.

فقال الشيخ هادئا: مرحى مرة أخرى يا سيف. حجة قوية. نعم يا ولدي صدقت، فإنا نستطيع أن نفعل إذا كان لنا القلب الذي يؤمن، والجنان الذي يقوي، ثم ...

وصمت قليلا وسيف ينظر إليه في لهفة. واستأنف قائلا في تمهل: ثم التوفيق يا سيف. التوفيق إلى أن يستمع الناس ويؤمنوا.

وأطرق سيف حينا طويلا ثم قال في صوت خافت: حدود وقيود لا يكاد يلوح فيها أمل.

فقال الشيخ: بل فيها الأمل يا سيف؛ القلب المؤمن، والجنان القوي، واسم ذي يزن.

فقال سيف في صيحة: ذو يزن؟

فقال الشيخ: نعم يا سيف بن ذي يزن، كأنني أرى مشرق الشمس غدا إذا كان لك القلب المؤمن والجنان القوي.

فقال سيف كالحالم: المؤمن!

Неизвестная страница