فقال الرجل ضاحكا: هكذا كان الجميع يسألون عنها. أرأيت؟!
وأعاد ضحكته عالية. ومضى قائلا: لست أدري في الحقيقة أيهما السيد وأيهما الأمة؟ هو يقول إنه اشتراها بمائة ناقة، وإنه لا يبيعها إلا بمائتي ناقة سود الحدق. ولكني أظنه نتاشا كاذبا، وأغلب ظني أنه يبيعها لك إذا شئت بمائة دينار. ولكن كيف تأتي له بثمنها؟ لا تؤاخذني يا سيدي. نسائي طوالق وسفني غوارق إن كنت أقصد ...
فقاطعه سيف باسما: دع نساءك في سلام وقل لي من أين جئت؟
فقال في تردد: من جزيرة فرسان بعد أن انتهى سوقها. والحق أنني سمعت هناك. ولكن نسائي ...
فقال سيف: ماذا سمعت؟ قل ماذا سمعت؟
فقال: أقصد أنهم قالوا لي، ولكني لم أصدق. كل منهم يريد أن يقول كلمة.
فقال سيف في شيء من الضيق وهو ينظر إلى الشمس المنحدرة: ماذا قالوا؟
فقال الرجل: قالوا كلاما كثيرا، ولكن هذا الطريق أقصر، وأنا أعرف هذه الشواطئ جميعا، والماء هنا أهدأ والشواطئ لا صخور فيها. والطريق الآخر أشد عواصف، ولو استمعت إليهم لكنت الآن أزحف في وجه التيارات القوية، ولكني عصيتهم وسرت من هنا. وإذا علت الريح اندفعت السفينة مثل المهر الأصيل. ولستم مع هذا كما صوروكم في أحاديثهم، لم تمدوا يدا إلى أحد، وأنت تتحدث معي كما لو كنت إنسانا مثل الناس. نسائي طوالق ...
فانطلقت ضحكة عالية من الفتيان وقال أحدهم: كم عدد نسائك أيها العصفور؟
فتبسم الرجل في خبث حتى ضاقت عيناه المكورتان وقال: إن شئت الحق فلست أدري ما عددهن.
Неизвестная страница