Писания врагов ислама и их обсуждение

Имад Эль-Дин Мохамед Исмаиль Эль-Шарбини d. Unknown
109

Писания врагов ислама и их обсуждение

كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها

Номер издания

الأولى / ١٤٢٢ هـ

Год публикации

٢٠٠٢ م

Жанры

والإمام ابن قتيبة (١) فى كتابه (تأويل مختلف الحديث) وقد أغنانا فى الرد على النظام ومن ذهب مذهبه وعلى كل دعاويه واتهاماته الباطلة لصحابة سيدنا رسول الله ﵃ بما لا يدع مجالًا للشك فى تهافت فكرهم وتفاهة رأيهم، وتحقيرًا لشأنهم، الإمام ابن قتيبة (٢) . وهكذا يظهر واضحًا أن المعتزلة ما بين شاك فى عدالة الصحابة، منذ عهد فتنة سيدنا عثمان ﵁ وما بين موقن بفسق إحدى الطائفتين لا بعينها، وما بين موقن بفسقهما معًا، وما بين طاعن فى أعلامهم، متهم لهم بالكذب والجهل والكفر والنفاق كالنظام. مع أن رؤساءهم وخاصة الذين طعنوا منهم فى الصحابة - كانوا من الرقة فى الدين بحيث يصف أحدهم وهو ثمامة بن أشرس - جمهور المسارعين إلى الصلاة بأنهم "حمير": وكانوا من الشعوبية والكره للعرب بحيث يقول ثمامة نفسه: "انظر إلى هذا العربى يعنى محمد ﷺ. ماذا فعل بالناس؟ فماذا ننتظر من هذا الشعوبى الماجن أن يقول عن صحابة رسول الله ﵃؟ وماذا ننتظر أن يكون رأيه فى السنة التى حققها أئمة الحديث ومحققوهم (٣)؟ ولا يقف قدح المعتزلة عند الصحابة فقط، بل يمتد إلى القدح فى التابعين ﵃ وفيمن اتفق الأئمة من المحدثين على عدالتهم وإمامتهم. وربما ردوا فتاويهم وقبحوها فى أسماع العامة لينفروا الأمة عن إتباع السنة وأهلها (٤) وسيأتى تفصيل ذلك والجواب عنه فى مبحث عدالة أهل السنة.

١) ابن قتيبة: هو عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينورى أو المروزى، أبو محمد وقيل أبو عبد الله، كان ثقة دينًا فاضلًا، عالمًا باللغة، والنحو، وغريب القرآن، ومعانيه، والشعر، والفقه، من مصنفاته: تأويل مشكل القرآن، وتأويل مختلف الحديث، والمعارف. وغير ذلك. مات سنة ٢٧٦هـ. له ترجمة فى: تاريخ بغداد ١٠ /١٧٠ رقم ٥٣٠٩، وميزان الاعتدال ٢ /٥٠٣ رقم ٤٦٠١، والفهرست لابن النديم ص١٢٣، والبداية والنهاية ١١ /٤٨، وتذكرة الحفاظ ٢/٦٣٣، ووفيات الأعيان ٣ /٤٢ رقم ٣٢٨، وطبقات المفسرين للداودى ١ /٢٥١ رقم ٢٣٤ (٢) تأويل مختلف الحديث ص ٣٣ - ٤٤. (٣) السنة ومكانتها فى التشريع ص٦، وانظر: تأويل مختلف الحديث ص ٥٤، وانظر: ما قاله الأئمة عن فساد دين رؤوس المعتزلة فى تأويل مختلف الحديث ص ٢٨، والفرق بين الفرق ص ١٤٣. (٤) الاعتصام ١ /١٨٦ وما بعدها.

1 / 109