Мудрость
الحكمة
Издатель
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
Жанры
وكذلك عندما جاء وفد ثقيف إلى رسول الله ﷺ ودعاهم إلى الإسلام، اشترطوا أن يدع لهم اللات ثلاث سنين -لا يهدمها- فأبى رسول الله -صلى اله عليه وسلم- ذلك، حتى إنهم تنازلوا شيئا فشيئا إلى أن طلبوا إمهال هدمها شهرا واحدا، فأبى رسول الله ﷺ.
ولكنهم عندما طلبوا ألا يكسروا أوثانهم بأيديهم، وافقهم على ذلك رسول الله ﷺ للفرق بين الطلبين، وهنا يتميز الحكيم عن غيره، وهو الذي يتنازل عن الكل أو يرفض الكل مع الفرق بينهما (١) .
أما أبو بكر وقصته في حرب الردة، وعدم تنازله عن شعيرة من شعائر الإسلام، وقوله كلمته الخالدة: " والله لو منعوني عناقا -أو عقالا- كانوا يؤدونها إلى رسول الله ﷺ لقاتلتهم عليها".
وحيث يبين أنه سيسوي بين من ترك الصلاة، ومنع الزكاة، ولن يقبل التفريق بينهما، والقصة مفصلة في كتب الحديث والسيرة (٢) .
وهذه هي الحكمة كما عرفناها، هذا ما شهد به عمر -الفاروق- حيث كان مخالفا لأبي بكر في أول الأمر، ثم عرف أنه الحق لما شرح الله صدر أبي بكر وثبت عليه.
_________
(١) انظر: سيرة ابن هشام ٤ / ١٩٧ وتخريج العلماء للأثر في كتاب الحكمة في الدعوة إلى الله ص ٧٤ وقد ضعفه الألباني في فقه السيرة وحسنه غيره.
(٢) انظر: فتح الباري ٣ / ٣٦٢ كتاب الزكاة.
1 / 31