قال الرجل ذو الشعر الأحمر: «أقترح يا كابتن أن نطلق الرصاص على هذين الرجلين حيث يقفان، ونبلغ الجنرال. إنهما جاسوسان. إنهما مسلحان وأنكرا ذلك. هذا ما تقتضيه قواعد الحرب، يا كابتن.» «قواعد الحرب؟ ماذا تعرف عن قواعد الحرب أيها السنجامبي ذو الشعر الأحمر؟ قواعد هويل! أظن أن مهمتك هي حفر المجاري. تعال أيها الكابتن، حل هذا الوثاق واتخذ قرارا سريعا. هرول بنا إلى الجنرال أونيل بأسرع ما يمكن. فكلما أسرعت في إيصالنا إلى هناك، سيكون لديك متسع من الوقت لتتأسف على ما فعلته.»
بقي القائد مترددا، وظل يتنقل بعينيه بين رجاله، كأنه يحاول أن يتبين ما إذا كانوا سيطيعونه لو اتخذ قرارا عنيفا مبالغا فيه. ولاحظ ييتس بعينه السريعة أن الأسيرين ليس لديهما أي شيء يأملان فيه إطلاقا، حتى من الرجال الذين ابتسموا. فقد كانوا يرون أن إطلاق النار على رجلين أعزلين ومقيدين هي الطريقة الصحيحة لبدء نضال عظيم من أجل الحرية.
قال القائد أخيرا: «حسنا، يجب أن نفعل ذلك بالطريقة السليمة؛ لذا أظن أننا ينبغي أن نجري محاكمة عسكرية. هل تتفقون معي في هذا؟»
وجاءت الموافقة بالإجماع.
صاح ييتس بنبرة ذات قدر من الوقار رغم استخفافه السابق قائلا: «أصغ إلي، لقد جاوزت هذه المهزلة المدى. ادخل الخيمة هناك، وستجد في جيب معطفي برقية، وهي الأولى من بين دزينة أو اثنتين من البرقيات تلقيتها في خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وسترى حينئذ هوية الشخص الذي تعتزم إطلاق النار عليه.»
عثر على البرقية، وقرأها القائد، بينما كان تيم يحمل له المشكاة. ثم نظر إلى الصحفي من تحت حاجبيه المعقودين.
قال له: «إذن، فأنت أحد موظفي صحيفة «أرجوس».» «أنا رئيس موظفي صحيفة «أرجوس». وكما ترى، سيكون خمسة من رجالي مع الجنرال أونيل غدا. والسؤال الأول الذي سيطرحونه عليه هو: «أين ييتس؟» ثم ستشنق بسبب غبائك، ليس بأيدي كندا ولا ولاية نيويورك، بل بأيدي جنرالك، الذي سيظل يلعن ذكراك من تلك اللحظة وإلى الأبد. فأنت لا تمارس حماقتك مع أحد الرعايا هذه المرة، بل مع مواطن، وجنرالك ليس أبله لكي يعبث مع حكومة الولايات المتحدة، فضلا عن الصحافة الأمريكية العظيمة التي ستكون عواقب العبث معها أسوأ بكثير. هلم أيها الكابتن، لقد اكتفينا من هذا. اقطع هذه الحبال بأقصى سرعة ممكنة، وخذنا إلى الجنرال. كنا سنزوره في الصباح على أي حال.» «لكن هذا الرجل يقول إنه كندي.» «لا بأس. أنا وصديقي بنيان واحد. وإذا أذيته، فأنت تؤذيني. والآن، أسرع، انزل من برجك العاجي. سأتكبد ما يكفي من العناء الآن بالفعل لأجعل الجنرال يغفر لك كل الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها الليلة، دون أن تزيد الطين بلة. قل لرجالك يحلوا وثاقنا ويعيدوا الحبال إلى الخيمة. سيحل ضوء النهار قريبا. هيا أسرع وأطلق سراحنا.»
قال القائد متنهدا: «حلوا وثاقهما.»
هز ييتس جسده حين استعادت ذراعاه حريتهما.
وقال: «والآن يا تيم، اركض إلى داخل هذه الخيمة وأحضر معطفي. فالجو بارد هنا.»
Неизвестная страница