بعدما ألبس الحصانان حدواتهما وهم بارتليت الصغير، الذي كان سعيدا بالانطباع الذي تركه ييتس، بالرحيل، اعترض الرفاق كلهم على رحيل النيويوركي. وقد كان هذا تملقا صادقا.
سأله باري العصا: «لم العجلة يا بارتليت؟ لا يمكن أن يكون لديك أي شيء لتفعله عصر اليوم، إن عدت إلى البيت. لقد فات أوان تعويض ما ضاع من وقت العمل. وإذا بقيت، فسيبقى؛ أليس كذلك يا سيد ييتس؟ سيضبط ماكدونالد الإطارات ويحتاج إلينا جميعا كي نشاهده ونرى أنه يضبطها كما ينبغي؛ أليس كذلك يا ماك؟»
رد الحداد قائلا: «نعم، أتلقى منك عونا كثيرا حين توجد عصا تحتاج إلى بري.»
وأضاف شخص آخر، كان متلهفا لعرض كل مغريات المكان التي ينبغي عرضها: «ثم سيعقد الاجتماع المطول الليلة في مبنى المدرسة.»
فقال باري العصا: «بالضبط، لقد نسيت ذلك. إنها الليلة الأولى؛ لذا يجب أن نكون كلنا هناك لنشجع بيندرسون العجوز. ستحضر الليلة يا ماكدونالد، أليس كذلك؟»
لم يجب ماكدونالد، لكنه التفت إلى ساندي وسأله بوحشية لماذا بحق ال... وال... يقف محدقا ببلاهة هكذا. ولماذا لم يخرج ليجهز العدة لضبط الإطارات؟ ولماذا يدفع له أجرا بحق الجحيم، على أي حال؟ ألا يوجد ما يكفي من العاطلين المتسكعين لينضم إلى مصافهم؟
تلقى ساندي هذا التوبيخ برباطة جأش، وحين أدار الحداد ظهره، هز ساندي كتفيه وقضم قضمة جديدة من كتلة التبغ التي أخرجها من جيب بنطاله الأمامي، غامزا بعينه إلى الآخرين وهو يفعل ذلك. ثم تبع ماكدونالد إلى خارج الورشة على مهل، وقال هامسا للباري حين مر به: «ما كنت لأغضب العجوز لو كنت مكانك.»
ثم خرج الجمع من الورشة، ما عدا أولئك الجالسين على الدكة. وهنا سأل ييتس: «ما خطب ماكدونالد؟ ألا يحب الجلسات المطولة؟ وبالمناسبة، ما هي الجلسات المطولة؟» «إنها جلسات تجديد ديني؛ جلسات دينية، كما تعلم، لإرجاع الخطاة عن ذنوبهم.»
فقال ييتس: «حقا؟ ولكن لماذا تكون مطولة؟ هل تستمر أسبوعا أو اثنين؟» «نعم، أظن أن هذا هو السبب، وإن كنت للأمانة لا أعرف سبب التسمية الحقيقي. لطالما كانت الجلسات المطولة ترمز إلى الشيء نفسه منذ صغري، وقد اعتبرناها تعني ذاك الشيء دون التفكير في السبب.» «وماكدونالد لا يحبها؟» «حسنا، الوضع كالتالي: إنه لا يريد أبدا حضور جلسة مطولة، لكنه لا يستطيع الغياب عنها. إن حاله كحال سكير مع حانة الناصية. لا يستطيع أن يتجاهلها ، ويعلم أنه سيقع في المحظور إذا دخلها. دائما ما يكون ماكدونالد أول من يصعد إلى دكة التائب. فهذه الجلسات تجذبه إليها كل مرة. فيصبح شديد التدين طوال أسبوعين، ثم يعود إلى الذنوب. لا يبدو أنه يستطيع منع نفسه سواء من الرجوع عن الذنب أو الرجوع إليه. أظنها ستجذبه إليها في نهاية المطاف، وسيلتزم ويصبح قائد إحدى المجموعات فيها، لكنه لم يلتزم إلى الآن.» «إذن فهو لا يحب سماع الحديث عن هذا الموضوع؟» «بالطبع. وليس من الآمن استفزازه به ولو على سبيل المزاح. وللأمانة، سررت حين سمعته يوبخ ساندي بألفاظ نابية؛ إذ عرفت آنذاك أن كل شيء على ما يرام، وساندي يستطيع تحمله. فماكدونالد يصبح رجلا بشعا في التعامل معه حين يكون غاضبا. ولا يستطيع أحد في الحي التعامل معه حينئذ. أفضل تلقي ضربة بمطرقة ثقيلة على أن أواجه ماكدونالد في ساعة غضبه. ولكن ما دام يتفوه بالألفاظ النابية، فلا بأس. بالمناسبة، ستبقى حتى تحضر الجلسة؛ أليس كذلك؟» «أظنني سأبقى. سأرى ما الذي ينوي بارتليت الصغير فعله. إن المسافة ليست بعيدة على أن نمشيها، على أي حال.» «سيوجد في طريقكما الكثير من الفتيات الحسناوات الليلة بعد الجلسة. لا أعرف، لكني شخصيا سأهرول صوب هذه الناحية بعد انتهاء اللقاء. فهذه هي المنفعة الأساسية التي أجنيها من هذه الجلسات، على أي حال.»
نزل باري العصا وييتس من على الدكة، وانضما إلى الحشد في الخارج. جلس بارتليت الصغير على ظهر أحد الحصانين غير راغب في المغادرة بينما كان الحداد يضبط الإطارات.
Неизвестная страница