280

Васит Фи Тараджим

الوسيط في تراجم أدباء شنقيط والكلام على تلك البلاد تحديدا وتخطيطا وعاداتهم وأخلاقهم وما يتعلق بذلك

Издатель

الشركة الدولية للطباعة

Номер издания

الخامسة

Год публикации

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م

Место издания

مصر

فضرب الجمل، وجعل يعدو لئلا يتمكن هو من النزول عنه. فبينا المختار في حلقة عظيمة من أهل الفضل، إذ رمى له والده على تلك الحالة، ولكن المختار كان متسع الصدر، لا تزعزعه الرياح.
ومما خاطبهم به قوله، يعمهم ويخص لمجيدري بن حبيب الله، ويقال له حبَّلَّ:
على رسلكَ أرْيَعْ يابن حبَّلَّ إنما ... يقُدّمُ هذي الناسُ منَّا المقدَّما
ومن قدّمتْه نفُسهُ دونَ غيره ... رأى غيرُه التأخيرَ ذاكَ التقَدُّما
تقدَّمْتَ للتّصدير جهْلًا مؤخِّرًا ... ذوي الرأي والتصدير أن تتقدما
وقلتَ كما ضلتْ قريشٌ ضللتمُ ... ألا قاسموا هذا الفتى المتقدما
قرَيْش قفت أهلَ الضلال ونحن في ... هدى سلفٍ منهاجه قد تقوَّما
ومنها:
فلا تُنكرِوني آلَ يعقوبَ واذكروا ... لياليَ أجلو ما على النّاس أظْلما
وحين أحلِّي منكم كلَّ عاطلٍ ... بدرّي وأسقي باردي كلَّ أهْيَما
فلا نولكم أنْ تكفروا كمحمَّدٍ ... سنى سُرُجٍ مني تسامى وأنعما
فكم قد بذلتُ الوسعَ فيكم مُعلما ... له يقظةً كيْما يعيه ويفهما
وأهدى إليَّ العابَ وَالشّتمَ جازيًا ... وليس جزائي أنْ أعابَ وأشتما
ألا قبَّحَ الله ابن حَبَّلّ إنه ... جزاني سنَّمارًا وما كان أظلْما
إلى ولد الخطَّاطِ أهدى بعيرهُ ... على أنه في النَّوْم منه تعَلّما
وبقي منها قليل.
وكان المختار ﵀ مكبًا على تحرير العلوم، ومن انفع ما ألف، نظمه الذي

1 / 280