لئن وردت شنجيط يومًا ظماؤهم ... لقد شربوا زعقًا من الموت أكدرا
وكان لهم شر الموَاردِ موْرِدًا ... وكان لهم شرُّ المصادرِ مصدرا
همُ حزب الأحزابَ من كل جانب ... كما حَزّبت أحزابها أهلُ خيبرا
أتوا بالرعايا ينشرون وعيدهم ... فصاروا على البطحاء لحمًا منشرا
وفاض أتىٌّ من نجيعِ دمائهم ... به شجر البطحاءِ أصبح مثمرا
ومنها:
غدت كنتَ تقضى دونهم ما ينوبهم ... من الأمر كانوا غائبين وحُضّرا
أتوا بخميس لم نكن خمس خمسه ... فقل فيه لو ساواه أو كان أكثرا
وأقبل من آكان جند لنصرهم ... وقد فرَّعنه النصر إذ فرَّ مذعَرا
فمن كرًّ منهم قد تكسر عمرُه ... ومن فرَّ منهم صبره قد تكسرا
نجا مذعرًا مما رأت عينه وما ... نجا من نجا من مأزِقِ الحرب مذعرا
إذا هو في المرآة أبصرَ وجههُ ... توهم وجه القِرن ما كان أبصرا
وإن نام لو حفته منه عساكرٌ ... رأى مشرفيًا فوق فوديه أحمرا
بدا إذ رأى ما قد رآه تواضعٌ ... لمن كان منهم طاغيًا متكبرا
فقال زعيم القوم أصبحت راضيًا ... بما كان في أمر القديرِ مقدّرا
فنالوا إذًا عبدًا ببعض دمائهم ... ونيما وتنُّورَيْن والبعض أهدرا
دمٌ أهدرتهُ سادة علوية ... وما كان فيهم مثل ذلك منكرا
وما استنصروا غير الصوارم ناصرا ... وأغنتهم عمن أتى متنصرا
يخوضون يوم الروع في لجج الردى ... لأنّ منالَ العز فيهنّ أبحرا
يسابق عَزْرائيلَ وقعُ سيوفهم ... إذا ما مُحَيَّا الحرب أصبح مسفرا
فكم مشهد في الحرب يثنى عليهمُ وكم معشر من بأسهم كان أزورا
تراهم وليس الدهرُ إلا نوائبًا ... إذا كبرت تلك النوائب أكبرا
1 / 28