============================================================
الباب الثالث والعشرون في تصحيح الصوم اخواني : وإذا صام الناس عن الطعام والشراب، الا فقوا صومكم عن الإفطار على الحرام، وتحرزوا من الآثام المضرة بالصيام . فإنه بلغنا أن رسول الله : "الصائم يدع قول الزور، والكذب، والغيبة، والنميمة، والجهل، والخنا، ويحفظ ويتحفظ، ويغض البصر، فمن لم يفعل ذلك فان الله تعالى يقول : لا حاجة بأن يدع طعامه وشرابه" فهذا فضل ما بين الرجلين : أحدهما يرعى جوارحه في صومه، ويتحرى طعام إفطاره(1)، ويتفقد جميع أحواله، فهو أوزن عملا ممن يدع في صومه الطعام، ولا يتورع في صومه عن الآثام. وعساه يفطر على ألوان الشهوات المستزجة بالسحت والتبعات، فالله أعلم بحاله وحال صومه.
وبلغنا أن رسول الله قال : (1) بل لا يكفي أن يتحرى الحلال في طعام إفطاره، وإنما يجب التقلل من الطعام الحلال حتى تأنس النفس بالجوع وتتفجر منها ينابيع الحكمة فالجوع وحده هو باب الحكمة، وهو بعد ذلك انجح طريق لقيادة النفس وتبعيتها اللمريد كما يقول سيديي عن بهاء الدين نقشبند. (راجع: رسائل سيدي خالد المجددي طبعة الشام حلية الأبدال للشيخ الأكبر ابن عري، وباب الحكمة من علم القلوب لأبي طالب المكي . طبعة مكتبة القاهرة)
Страница 142