وليكن لكن من هذه الذكرى أثر يبقى بعد هذا الاجتماع.
فلتحمله ربات البيوت؛ لأن «وردة العرب» كانت بنتا مباركة، وأختا حصيفة، وزوجة وفية، وأما صالحة! ولتحمله ناظرات المدارس والمعلمات؛ لأن الشاعرة بتعاطيها التدريس وعنايتها بأخوتها وأخواتها في حداثتهم كانت مثالا يحتذى ومثلا تستمد منه التعزية في مهنة التعليم الشاقة النبيلة.
ولتحمله الطالبات اللاتي سيجتزن عما قريب عقبة الامتحان السنوي. فاليازجية كانت تلميذة نشيطة وإن لم يكن لها وسائطهن ، وظلت طول حياتها تطلب العلم وتوصي بالمعرفة والاستنارة. وليقل ذكرها لكل منا إن العمل الصالح الذي تأتيه المرأة يتخطى جيلها ويخدم الأجيال التالية، كما أن حبة القمح في أرض خصبة تضمن تغذية الجماهير في مقتبل العصور.
فلتذكر نساء مصر وردة اليازجي وأخواتها السوريات الناهضات كما تذكر نساء سوريا عائشة تيمور وباحثة البادية وأخواتهما المصريات الناهضات! وليتأثرن بذكرها وفضلها كما تتأثر بنات سوريا بنهضة المرأة المصرية فيتحمسن لها ويفاخرن بها!
وحسبي ابتهاجا - أنا ابنة القطرين - أن أرسم صورة ولو واهية من امرأة شرقية لأخوات شرقيات أحب منهن الوطنية، واهتف مثلهن هتاف الحماسة، وأنشد من قدوتهن التقدم والعرفان وخير الأوطان!
كلمة أخرى
فاتني أن أذكر تحت صورة وردة اليازجي المنشورة في صدر هذه الرسالة أن «الكليشيه» تكرمت بها إدارة «اللطائف المصورة». فلتقبل خالص الشكر على هديتها هذه.
وإذ كنت أصلح «بروفة» الملزمة الأولى فوجئنا بنعي سليم سركيس الذي أوحى إلي هذا البحث، والذي نزيد شعورا بفقده وبالفراغ الذي تركه يوما بعد يوم.
ألا فلتطل روحه على هذه الصفحات من عالم البقاء باسمة لآراء إخوانها وأصدقائها على الأرض، متلقية تحية الوداع ونفحة الأسى التي يسيرها الأحياء نحو الأرواح العزيزة في موكب الذكريات المتحددة.
Неизвестная страница