أنشدني أبو بكر بن أبي خَيثمة قال: أنشدني الزبير بن بكار قال: أنشدني يونس بن الخياط لنفسه:
كساني قميصًا إذا انتشى ... وينزعُه مني إذا كانَ صاحيَا
فلي فرحةٌ في سُكرهِ بقميصه ... وروعاتُه في الصحو حصتْ شواتيا
فياليتَ حظي من سروي وكأبتي ... ومنْ ثوبهِ أن لا على ولاليَا
وأخبرني أحمد بن أبي خيثمة عن الزبير بن بكار قال: عُدتُ يُونسَ ابن الخياط وهو في مرضه الذي مات فيه، فأنشدني لنفسه:
والله لو عادتْ بني مُصعبٍ ... حليلتي قُلتُ لها: بينيِ
أو ولدي عنْ حُبهمْ قصروا ... ضغطتهمْ بالرغم والهون
أو نظرتْ عينيِ خِلافًا لهم ... فقأتُ من إجلالهمْ عينيِ
أخبرني أحمد بن أبي خيثمة قال: قال الزبير: أخذ أبي ابن الخياط بالصلوات الخمس في المسجد فجاءني مع محمد بن الضحاك وجعفر ابن حسين اللهبي، فوقف بين يدي فأنشدني:
قُل للأمير: يا كريم الجنسِ ... وخيرَ من بالغورِ أو بالجلسِ
وعصمتي لوالدي ونفسي ... شغلتني بالصواتِ الخمسِ
أخبرني أحمد بن أبي خيثمة عن الزبير قال: قال ابن الخياط. في ابن أبي قُتيلة وجاريتهِ، وكان يعشقها، وأخذه السلطانُ بدين عليه، فلما أراد بيعها أعتقها وقال: قوموها عليّ. قال الزبير قال مصعب بن عثمان: ما رأيت بريق صلعِ الأشرافِ في سُوقِ الرقيق أكثر منها في ذلك اليوم، قال: فقُومتْ عليه بخمسمائة دينار، وسُلمت إليه، فقال ابن الخياط:
يا معشرَ العُشاقِ منْ لم يكنْ ... مثلَ القُتيلي فلا يعشقِ
لما رأى السُوامَ قد أحدقوا ... وصيحَ في المغرب والمشرقِ
واجتمع الناسُ إلى شذرةٍ ... نظيرها في الناس لم يُخلقِ
وأبدتِ الأموالُ أعناقها ... وطاحتِ العُسرةُ لِلمُملقِ
قلبَ فيها الرأي في نفسه ... بدين ما يأتي وما يتقي
أعتقها والنفسُ في شدقه ... للمُعتقينِ المَنُّ على المُعتقِ
وقال للحاكمِ في أمرِها ... إن فارقتني فمتى نلتقِي
عمرو بن مُسلم الرياحي السلمي
من بني الشريد، يكنى أبا المسلمِ، حجازي شاعر مجيد حدثني محمد بن الحسن الزرقي قال: حدثني إسماعيل ابن أبي الجليد قال: حدثني أبو المسلم الرياحي وحدثنيه جماعة. قالوا: حدثنا عبد الله بن شبيب قال: حدثني محمد ابن عبد الله بن عتيق قال: حدثني أبو المسلم الرياحي قال: أتيت الحسن بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب أخا صاحب فخِّ، وكان جوادًا وهو بينبُعَ، وقد امتدحته فقال لي: منْ أنتَ؟ فقلت عمرو بن مسلم قال: الرياحي؟ قلت: الرياحي. قال: لا حياك الله، يا عاض كذا وكذا، ألست الذي تقول في محمد بن خالد العثماني:
أيا ابن الذي حنَّ الحَصَا في يمينه ... وأكرم منْ وافي جِمارَ المُحصبِ
وخيرْ إمامٍ كانَ بعدَ ثلاثةٍ ... مضوا سلفًا أرواحهمُ لم تُشعبِ
هو الثالثُ الهادي بهديِ محمدٍ ... على رغمِ أنفِ الساخطِ المُتعتبِ
فقلت: أنا القائل ذا، ووالله لئن احتملت.
؟؟ حبيب بن شوذب
شاعر راوية، له أبيات جياد.
أخبرني أحمد بن يحيى النحوي قال: حدثني عبد الله ابن شبيب قال: حدثني محمد بن الوليد الزبيري، عن عمه سعيد ابن عمرو قال: أنشدني أبو الرُميح حبيب بن شوذب في السري بن عبد الله الهاشمي يمدحه:
فكَّ السريُّ عن الندى أغلالهُ ... فجرى وكانَ مُكبلًا مغلولاَ
وتعاقدا العقدَ الوثيق وأشهدا ... منْ كُلِّ قومٍ مُسلمينَ عُدُولاَ
ووفى الندى لكَ بالذي عاقدته ... ووفىَ السريُّ فما يُريدُ بديلاَ
أنشدني أحمد بن زهير قال: أنشدنا حبيب بن شوذب مولى بني أسد يمدح الحكم بن المطلب بن عبد الله بن حَنْطب المخزومي وكان من الأجواد المتجاوزين الحد في السخاء:
أنتَ أنفُ الجُودِ إن فارقته ... عطسَ الجودُ بأنفٍ مُصطلمْ
أنت أنفُ الجودِ تنمى صاعدًا ... للمعالي وابن عرنينِ الكرمْ
1 / 18