فلأخرج إليهما. فرآ [ه] حسين [(عليه السلام)] رجلا طويلا شديد الساعدين، بعيد ما بين المنكبين، فقال حسين [(عليه السلام)]: اني لأحسبه للأقران قتالا! اخرج إن شئت، فخرج إليهما.
فقالا له: من أنت؟ فانتسب لهما، فقالا: لا نعرفك، ليخرج إلينا زهير بن القين أو حبيب بن مظاهر أو برير بن خضير!.
و[كان] يسار [مولى زياد] مستنتلا [مستعدا] أمام سالم [مولى عبيد الله بن زياد] فقال الكلبي [ليسار]: يا ابن الزانية! وبك رغبة عن مبارزة أحد من الناس، وما يخرج إليك أحد من الناس إلا وهو خير منك!
ثم شد عليه فضربه بسيفه حتى برد.
[فبينما هو] مشتغل به يضربه بسيفه إذ شد عليه سالم [مولى عبيد الله]، فصاح به [اصحاب الحسين (عليه السلام)]: قد رهقك العبد! فلم يابه له حتى غشيه فبدره الضربة، فاتقاه الكلبي بيده اليسرى فأطار اصابع كفه اليسرى، ثم مال عليه الكلبي فضربه حتى قتله.
واقبل الكلبي وقد قتلهما جميعا، مرتجزا يقول:
إن تنكروني فأنا ابن كلب
حسبي بيتي في عليم حسبي
اني امرؤ ذو مرة وعصب (1)
ولست بالخوار عند النكب
اني زعيم لك أم وهب
بالطعن فيهم مقدما والضرب
ضرب غلام مؤمن بالرب
* * *
فأخذت امرأته أم وهب عمودا، ثم اقبلت نحو زوجها تقول له: فداك أبي وامي! قاتل دون الطيبين ذرية محمد!
فاقبل إليها يردها نحو النساء، فاخذت تجاذبه ثوبه ثم قالت:
إني لن ادعك دون أن أموت معك!
Страница 218