Битва при Сиффине
وقعة صفين
(*) بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله على أمير المؤمنين إلى معاوية وإلى من قبله من قريش سلام عليكم فإنى أحمد الله إليكم الله الذى لا إله إلا هو.
أما بعد فإن لله عبادا آمنوا بالتنزيل، وعرفوا التأويل، وفقهوا في الدين، وبين الله فضلهم في القرآن الحكيم، وأنتم في ذلك الزمان أعداء لرسول الله صلى الله عليه، تكذبون بالكتاب، مجمعون على حرب المسلمين، من ثقفتم منهم حبستموه أو عذبتموه أو قتلتموه، حتى أراد الله إعزاز دينه وإظهار رسوله (1)، ودخلت العرب في دينه أفواجا، وأسلمت [ له ] هذه الأمة طوعا وكرها، وكنتم ممن دخل في هذا الدين إما رغبة وإما رهبة، على حين فاز أهل السبق بسبقهم وفاز المهاجرون الأولون بفضلهم.
فلا ينبغى لمن ليست له مثل سوابقهم في
الدين ولا فضائلهم في الإسلام، أن ينازعهم الأمر الذى هم أهله وأولى به، فيحوب بظلم (2).
ولا ينبغى لمن كان له عقل أن يجهل قدره، ولا أن يعدو طوره، ولا أن يشقى نفسه بالتماس ما ليس له.
ثم إن أولى الناس بأمر هذه الأمة قديما وحديثا، أقربها من رسول الله صلى الله عليه، وأعلمها بالكتاب وأفقهها في الدين، وأولها إسلاما وأفضلها جهادا وأشدها بما تحمله الرعية من أمورها اضطلاعا.
فاتقوا الله الذى إليه ترجعون، (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون).
واعلموا أن خيار عباد الله الذين يعملون بما يعلمون (3)، وأن شرارهم الجهال الذين ينازعون بالجهل أهل العلم، فإن للعالم بعلمه فضلا، وإن الجاهل لن يزداد بمنازعة العالم إلا جهلا.
ألا
__________
(1) ح: " وإظهار أمره ".
(2) حاب يحوب حوبا: أثم.
(3) في الأصل: " بما يعطون "، صوابه في ح.
Страница 150