الى القلب ومضى هو في مائتين الى الميمنة. وذلك بين المغرب والعشاء الآخرة حين أضاء القمر. فناداهم فمن هذه الرايات؟ قالوا رايات همدان. فقال : رايات طالما نصرت الحق وطالما نصرت الباطل. لها في كل نصيب انا أبو المذلة اثبتوا ان شئتم. ثم حمل عليهم وهم على مسناة امام الخندق ففضهم. وثبت أصحاب رايات قبيصة بن والق. فجاء شبيب فوقف عليه. وقال لأصحابه مثل هذا قوله تعالى ( واتل عليهم نبأ الذي آتينا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ) ثم حمل على الميسرة ففضها وصمد نحو القلب. وعتاب جالس على طنفسة هو وزهرة بن جوية فغشيهم شبيب فانفض الناس عن عتاب وتركوه. فقال عتاب يا زهرة هذا يوم كثر في العدد وقل فيه الغناء. لهفي على خمسمائة فارس من وجوه الناس الا صابر لعدوه. الا مواس بنفسه فمضى الناس على وجوههم. فلما دنا شبيب وثب اليه في عصابة قليلة صبرت معه. فقال له بعضهم ان عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث قد هرب وانصفق معه ناس كثير. فقال اما انه قد فر قبل اليوم. وما رأيت مثل ذلك الفتى ما يبالي ما صنع. ثم قاتلهم ساعة. وهو يقول ما رأيت كليوم قط موطنا لم ابل بمثله أقل ناصرا ولا أكثر هاربا خاذلا. فرآه رجل من بني تغلب من أصحاب شبيب. وكان أصاب دما في قومه والتحق بشبيب فقال اني
Страница 164