وهو في شعره يعبر أيضا عن مشاعره الخاصة إزاء الأحداث التي تأثر بها أو جاهد في سبيلها، مثل اغتباطه بسقوط عبد الحميد، وبدء عصر الشورى والحرية، ومثل حنينه إلى مصر وإلى فروق أثناء نفيه في سيواس، وتألمه من ذلك المنفى. وإذا كان شوقي قد قال عن مصر أثناء نفيه بإسبانيا بيته الخالد:
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
فإن ولي الدين قد خاطب مصر هو الآخر ببيت رائع، هو قوله (ص34):
وإذا الإله قضى بوصلك بعد ذا
فلأمسحن وجهي ببعض ثراك
وبالرغم من صلابة ولي الدين وعناده وتعصبه لآرائه السياسية والاجتماعية، وإيمانه بتلك الآراء، إلا أننا لا نعدم أن نجد في شعره السياسي أبياتا تكاد تنطق باليأس والتشاؤم، وذلك مثل قوله في قصيدة «ويل للناس من الناس» (ص51):
وداع جاء يدعوني لنصح
وقد وهت النهى ووهى البنان
تعبت من الكلام فليس يجدي
Неизвестная страница