سأل تومبسون بسذاجة الحملان التي كان عليها الصحفي الجنائي: «أهذا هو المكان يا سيدي؟» «أجل، في الطابق العلوي منه.»
قال المحرر الديني: «ألم أخبرك؟ كان تومبسون يصر على أنه المبنى المجاور.»
قال ماكراسكي: «هيا، الشرطة تتحرك أخيرا.»
دق جرس كبير في الحي دقتين بطيئتين، وراحت الساعة تدق في كل أرجاء المدينة بدرجات مختلفة من النغمة والسرعة. ثم دوت صافرة في الأرجاء، وجاء الرد عليها بصافرة مثلها من بعيد. تحركت الشرطة بسرعة وهدوء على الدرج.
سأل الرجل على الباب في أدب: «أتحملون التذاكر أيها السادة. هذا ملأ خاص.»
قال رقيب الشرطة في اقتضاب: «إنها الشرطة، تنح جانبا.»
لم تكن وجوه رجال الشرطة لتوضح أي اندهاش حتى لو أذهلهم المشهد الذي رأوه أمام أعينهم. أما ماكراسكي، فلم يكن يسيطر على ملامح وجهه، فبدا مصعوقا. كانت الحجرة هي نفسها بلا أدنى شك، لكن لم ير أي أثر ولو لورقة لعب واحدة. لم تكن هناك طاولات، وحتى المشرب اختفى. وكانت الكراسي مرتبة جيدا ومعظمها مشغولا. وفي الجهة المقابلة من الغرفة وقف بوني رويل على منصة أو على صندوق أو شيء مرتفع، وكان وجهه الشاحب الجاد يشع بحماسة المتحدث العام. كان يقول: «أيها السادة، تتوقف حياة الحزب على نزاهة الاقتراع. وفي رأيي أن كل من يسمع كلماتي الآن يرغب في أن يحصل كل امرئ على حق الاقتراع من دون تدخل أو مضايقة من أحد، ويرغب كذلك في احتساب كل صوت في نزاهة تامة.» (ثم جاء تصفيق حاد تمكن بوني خلاله أن يرتشف رشفة من كوب أمامه ربما كان يحتوي على ماء.)
وقد دخلت الشرطة المكان في هدوء تام بحيث بدا أن أحدا لم يلحظ دخولهم، عدا ميليش، الذي هرع نحوهم ليرحب بالمقتحمين.
سألهم ميليش قائلا: «هلا جلستم؟ إننا نستمع إلى خطاب سياسي صغير من السيد رويل أيها الرقيب.»
قال الرقيب في تجهم: «إنها ساعة متأخرة بعض الشيء يا سيد ميليش.»
Неизвестная страница