93

Лицо и маска

الوجه والقناع

Жанры

ربما كانت أكثر الفترات غرابة في تاريخ جريدة آرجوس حين استقدم ملاك الجريدة رجلا غريب الأطوار من بيتسبرج وعينوه رئيس تحرير محليا، ليترأس بذلك فريق الصحفيين العاملين في المدينة. كان الرجل في تلك الفترة يدعى ماكراسكي، وكان اسمه عند التعميد أنجوس أو آرشي؛ لقد نسيت أيهما كان اسمه. في الواقع، لطالما كان اسمه عند التعميد هو ما يشكل نقطة خلاف؛ فكان بعض الصحفيين يقولون بأنه أنجوس، بينما كان البعض الآخر يقولون بأنه آرشي، ولم يكن أحد بالشجاعة الكافية ليسأله. على أي حال، كان الرجل يوقع باسم إيه ماكراسكي. كان رجلا صالحا وقد وجد الصحفيون هذا الأمر غريبا وحيرهم كثيرا. فقد كان معظم من سبقوه في هذا المنصب يختلفون كثيرا عن بعضهم، إلا أنهم كانوا يتشابهون جميعا في شيء واحد؛ وهو التلفظ بالألفاظ النابية. فكانوا يعبرون عن رفضهم بلغة تنكمش من وقعها المنشفة في يد عامل الطباعة داخل غرف التنضيد، فما بالك بوقع تلك اللغة على العامل نفسه.

كانت وجهة نظر ماكراسكي الرائعة تقتضي أن الإصدار المحلي من الجريدة ينبغي أن يكون له تأثير أخلاقي قوي في المجتمع. فقد أذهل المحرر الرياضي حتى إنه وقف معقود اللسان حين قال له بأن الجريدة لن تنشر تقارير عن الملاكمة التكسبية بعد الآن. فعاد مورين المسكين إلى حجرته وجلس إلى طاولته ودفن رأسه بين يديه. كان كل فرد في فريق الصحفيين المحليين يعتقد بطبيعة الحال أن الجريدة تنشر في الأساس من أجل أن يحظى قسمه بفرصة للظهور، وكان مورين يرى أن القتال حتى النهاية هو أمر يهتم به العالم أكثر من اهتمامه بالانتخابات الرئاسية. وقد حاول بقية زملائه أن يروحوا عنه. فقال مورين في مرارة: «الوضع حساس ودقيق. فكروا في مباراة الأسبوع القادم بين كاليفورنيا دافر وبيجون بيلي ولا تقرير ينشر عنها في الآرجوس! تخيلوا الانتصار السهل للصحف الأخرى. بحق السماء، ما الذي يريد الناس في رأيه أن يقرءوه؟»

لكن كانت هناك مفاجأة أخرى تنتظر الصحفيين. جمعهم ماكراسكي جميعا في حجرته وأطال الحديث معهم. ثم طرح سؤالا فجأة على الصحفي الجنائي، وكان السؤال مباغتا حتى إن تومبسون كاد يدلي بالحقيقة وهو مأخوذ على حين غرة. «أتعرف عن وجود أي أندية قمار في المدينة؟»

التقط تومبسون أنفاسه ورمق مورين بنظرة سريعة.

ثم قال في النهاية: «لا، لا أعرف أيا منها، لكن ربما يعرف المحرر الديني. من الأفضل أن تسأله.»

ابتسم المحرر الديني ونزع غليون الذرة من فمه.

وقال: «ليس هناك أندية للقمار. ألا تعلم أن إدارة ناد للقمار أمر مخالف للقانون في هذه الولاية؟ أجل يا سيدي!» ثم أعاد غليون الذرة إلى مكانه.

كان ماكراسكي مسرورا حين رأى أن الشبان الذين يعملون تحت رئاسته لا يعرفون الكثير عن بشاعة مدينة كبيرة كهذه، بيد أنه كان هناك ليعطيهم بعض المعلومات؛ ولذا قال في هدوء: «من المؤكد أن هذا الأمر مخالف للقانون، لكن هناك الكثير من الأشياء المخالفة للقانون تزدهر في مدينة كهذه. والآن أريد أن تعرفوا قبل انقضاء الأسبوع عدد أندية القمار وأماكنها. وحين تتحققون من صحة ما تجدون، سننظم حملة لمداهمة تلك الأماكن وستكون الأخبار حصرية على الأرجح، ذلك أن المداهمة ستكون في ساعة متأخرة من الليل وقد لا تسمع بها الصحف الأخرى.»

قال المحرر الديني وقد تلألأت عينه بينما كان ينزع غليون الذرة من فمه مرة أخرى: «لنفترض - بزعم أن مثل هذه الأماكن موجودة - أنك وجدت ممثلين عن الصحف الأخرى هناك؟ إنهم أناس سيئون، أولئك الذين يعملون في الصحف الأخرى.»

قال المحرر المحلي: «إذا وجدوا هناك، فسيزج بهم في السجن.»

Неизвестная страница