ثم نزل إلى غرفته وحاول تجنب الركاب قدر استطاعته، وطلب من الخادم أن يحضر له مرق لحم البقر. فحتى الكابتن لا يمكنه أن يتابع حياته وهو يشعر بالقلق.
صدح صوت المراقب عند مقدمة السفينة قائلا: «أرى سفينة عند مقدمة سفينتنا يا سيدي.» وكان للمراقب بصر حاد؛ ذلك أن بحارا غرا لم يكن ليرى شيئا.
صاح جونسون محدثا البحار الواقف خلفه: «أسرع وأخبر الكابتن.» لكن عندما استدار البحار تنفيذا للأمر ظهر رأس الكابتن أعلى السلم. أمسك الكابتن بنظارته ونظر مطولا إلى نقطة محددة في الأفق.
ثم قال في النهاية: «لا بد أنها السفينة فولكان.» «أعتقد ذلك يا سيدي.» «أدر الدفة عدة درجات إلى اليسار وابذل كل ما في وسعك للحاق بها.»
أعطى جونسون الأوامر اللازمة وبدأت السفينة الكبيرة تنحرف.
صاح سبينر الذي كان على سطح السفينة: «هاي! هناك سفينة بخارية. لقد وجدتها. إنها لي.»
ثم حدث تهافت من الركاب عند جانب السفينة. كان الصوت يصدح قائلا: «هناك سفينة على مرمى البصر!» وعندئذ فقدت كل الكتب والمجلات أهميتها وتشويقها على الفور. وحتى ذلك الرجل الإنجليزي الهادئ المبجل الذي كان صموتا ومتحفظا نهض عن كرسيه وأرسل خادمه ليرى له ما الأمر. وحملت الأمهات أطفالهن وأخبروهم أن يكونوا حذرين بينما كانوا يحاولون مشاهدة خيط الدخان الواهن الظاهر على مسافة بعيدة منهم.
صاح سبينر الشاب العارف بكل شيء: «الحديث عن المسارات البحرية محض هراء. أترون؟! إننا نتجه نحوها مباشرة. فكروا كيف كنا لننجح في تتبعها وسط الضباب! المسارات البحرية! بل هذا ما أسميه محض حظ.»
سألته السيدة الشابة من بوسطن بلطف: «هل سنرسل إليها إشارة سيد سبينر؟»
أجابها سبينر الشاب: «أوه، بكل تأكيد. أترين، تلك هي إشارتنا ترفرف الآن على قمة الصاري. تلك الإشارة توضح لهم المسار الذي نتبعه.»
Неизвестная страница