جاء صوت يصيح من الداخل: «من بالباب؟» «إنه أنا ... ميليش. أريد أن أتحدث إليك للحظة.» «لا أريد أن أقابلك.» «يريد بيرت أن يقول لك شيئا. إنه أمر مهم. دعنا ندخل.» «لن أدخلكما. اذهبا من هنا ولا تحدثا جلبة. لن يجدي الأمر. يمكنكما أن تدخلا بعد عشر دقائق من الآن.»
قال بيرت بنبرة حادة: «اسمع يا بوني افتح هذا الباب فورا، وإلا فسأحطمه. أتسمعني؟ أريد أن أراك للحظة، ثم يمكنك بعدها أن تفعل ما تريد.»
وبعد أن تردد للحظة، فتح رويل الباب ودخل الرجلان. كان نصف السجادة مرفوعا من مكانه وكانت أرضية الغرفة مفروشة بجرائد قديمة. وعلى الطاولة كان هناك مسدس دوار وأدوات كتابة وخطاب لم يكتمل بعد. أما بوني فكان يرتدي قميصا ولم يبد عليه السرور بتلك المقاطعة.
فسأل باقتضاب: «ماذا تريدان؟»
قال بيرت: «اسمع يا بوني. لقد اعترفت إلى ميليش وقد أتيت لأعترف إليك. أريدك أن تتساهل معي وتتكتم على الأمر. لقد غششت. كان الورق جاهزا معي.»
قال رويل وهو ينظر في عينيه مباشرة: «أنت كاذب.»
صاح راجستوك وقد شد على قبضته: «لا تكرر قول ذلك. قليل من الرجال من أتقبل منهم تلك الكلمة.» «كنت تجهز الورق لي؟ لا يستطيع أحد فعل ذلك معي!» «كنت متحمسا ولم تلحظ الأمر.» «أنت لست بكاذب فقط، بل إنك غير بارع في الكذب. لقد خسرت المال وسأدفع لك. كان المال سيكون جاهزا الآن، إلا أن هناك خطابا يتحتم علي أن أكتبه. لقد أخبرك ميليش عن وثيقة التأمين ووصيتي المرفقة بها. هاك هما. إنهما لك. لست بغشاش، كما أنني أميز جيدا متى يكون اللعب منصفا.»
أخذ بيرت الوثيقة ولا شك أنه كان ينوي أن يمزقها، في حين أومأ إليه ميليش بعينيه وراح يتسلل شيئا فشيئا ليحصل على المسدس. قرأ راجستوك الاسم المكتوب بأحرف كبيرة في رأس الصفحة وكان منقوشا بخط جميل. وهنا اتسعت عيناه ثم غاص في كرسي وراح يضحك بصوت مرتفع. فنظر إليه الرجلان الآخران في ذهول.
سأله ميليش: «ما الأمر؟» «الأمر؟ كان هذا الأمر سيكون خدعة لبوني. من الجيد لكل منكما أن تعرفا شيئا عن الموضوع كما تعرفان عن المقامرة. لقد أفلست شركة هاردفاست للتأمين على الحياة قبل ستة أشهر. هذه هي الحقيقة يا بوني، حتى لو لم أكن قد جهزت الورق بنية الغش في اللعب. من الأفضل أن تجري بعض الاستعلامات في دوائر الأعمال والأوساط التجارية قبل أن تحاول الحصول على أي أموال من تلك الشركة. والآن يا بوني، اطلب لنا بعض المشروبات، إذا كان هناك ما يمكن أن تطلبه في مثل تلك الساعة المتأخرة. نحن ضيوفك؛ ومن ثم يتوقع منك أن تكون مضيفا كريما. لقد حصلت على ما يكفي من الإثارة لليلة واحدة. سنعتبر أننا متعادلان وسنبدأ من جديد.»
«حين يكون الجهل نعمة»
Неизвестная страница