سألها بانتباه شديد: «أحقا؟» «أجل، لقد أرسلت الخطاب على عنواني. واستلمته هذا الصباح. وقد فتحته لأنني اعتقدت أنه لي وأنك ربما لم تكن بحاجة إلي اليوم. لكنني أدركت في الحال أنك وضعت الخطاب في المظروف الخطأ. فهل تريدني اليوم؟»
كاد يقول: «أريدك كل يوم.» لكن كل ما فعله أنه مد يده ليأخذ الخطاب، ونظر إليه وكأنه لا يجد تفسيرا لإرساله إلى الوجهة الخطأ.
جاءت الآنسة جيل في اليوم التالي متأخرة، وبدت مذعورة. وبدا واضحا أن دينهام كان يفقد رباطة جأشه. وضعت الآنسة جيل الخطاب أمامه وقالت: «لقد أرسلته إلي للمرة الثانية أيها السيد دينهام.»
ارتسمت على وجه دينهام أمارات القلق المضني مما زاد شكوكها. وشعر دينهام أن عليه أن يصارحها الآن وإلا فلن يصارحها أبدا.
فقال بصوت أجش: «إذن لم لا تردين عليه يا آنسة جيل؟»
تراجعت إلى الخلف بضع خطوات.
ثم رددت كلمته بصوت خافت: «أرد عليه؟» «بالتأكيد. لو أنني تسلمت خطابا واحدا مرتين، لرددت عليه.»
صاحت قائلة، ويدها على مقبض الباب: «ماذا تقصد؟» «ما يقوله الخطاب تماما. أريدك شريكة لي. أريد أن أتزوجك، و... بالنسبة إلى الاعتبارات المالية ...»
صاحت الآنسة جيل بعد تنهيدة طويلة مرتجفة: «أوه!» لا شك أنها كانت مصدومة من الكلمة التي نطق بها، فهرعت إلى مكتبها وأغلقت الباب خلفها.
جاب ريتشارد دينهام الغرفة ذهابا وإيابا لبضع لحظات، ثم نقر على باب مكتبها نقرا خفيفا، لكن لم يأته رد. فارتدى قبعته وخرج إلى الشارع. وبعد أن سار مسافة طويلة هائما على وجهه بلا هدف، وجد نفسه مرة أخرى عند مقر عمله. وحين دخل قال له روجرز: «لقد غادرت الآنسة جيل يا سيدي.» «أحقا؟» «أجل، وقد تركت إخطارا. وقالت بأنها لن تعود يا سيدي.» «حسنا إذن.»
Неизвестная страница