صاح دينهام بشيء من الارتياح: «بالضبط، بالضبط.» لم يكن قد فكر في إرسال خطاب من قبل. والآن، تساءل لم لم يفكر في ذلك من قبل. كان من الواضح أن هذه هي أفضل وسيلة للخروج من هذا الموقف المحرج للغاية. «هل تحدثت إليه في هذا الشأن؟» «تحدثت إليه؟ من؟» «إلى شريكك المستقبلي، بشأن هذا العرض.» «لا، لا. أوه، لا. لم أتحدث إلى أحد سواك.» «وأنت عازم على ألا تتحدث إلى السيد روجرز قبل أن تكتب عرضك؟» «بكل تأكيد. لا شأن لروجرز بذلك.»
قالت الآنسة جيل باقتضاب وهي تنكب على دفترها: «أوه، حسنا إذن.»
كان من الواضح تماما أن رأيها في حكمة دينهام وحصافته يتراجع على نحو مطرد. ثم رفعت نظرها فجأة. «وكم أذكر بشأن الأرباح السنوية؟ أم أنك لا تريد أن تذكر ذلك؟» «لا، لا أعتقد أنني سأذكرها. لا أريد أن يبنى هذا الترتيب على أساس مالي - ليس في مجمله.» «على أي أساس إذن تريد أن يبنى؟» «حسنا، لا أستطيع وصفه على وجه التحديد. ربما على أساس شخصي. إنني أفضل أن تكون لدى الشخص - أي شريكي - الرغبة في مشاركتي.»
سألته الآنسة جيل دون أن ترأف لحاله: «أتقصد بصفة ودية؟» «بالتأكيد. بصفة ودية قطعا، وربما أكثر من ذلك.»
رفعت الآنسة جيل نظرها إليه في يأس أكيد من قدرته على التعبير. «لم لا تكتب رسالة تدعو فيها شريكك المستقبلي لزيارتك هنا، أو في أي مكان آخر ملائم، ثم تناقشان الأمر؟»
بدا دينهام خائفا. «فكرت في ذلك، لكنني لن أفعل. لا، لن أفعل. أفضل أن نتفق على كل شيء بالمراسلة.» «أخشى أنني لن أستطيع صياغة خطاب يلائمك. يبدو أن هناك الكثير من الصعوبات. إنه أمر غير اعتيادي.» «هذا صحيح، ولهذا السبب أعرف أنك الوحيدة التي في إمكانها مساعدتي يا آنسة جيل. وسيسرني هذا كثيرا إذا كان يسرك.»
هزت الآنسة جيل رأسها، لكن بعد لحظات قالت: «كيف سنبدأ؟» «عزيزي السيد ...»
صاح دينهام: «انتظري لحظة، تبدو هذه الافتتاحية في غاية الرسمية، أليس كذلك؟ كيف سيكون وقعها لو قلنا: «صديقي العزيز»؟» «لا بأس إن كانت هذه رغبتك.» ثم شطبت كلمة «السيد» وبدلت بها الكلمة المقترحة. ثم قرأت:
صديقي العزيز، كنت أرغب منذ مدة أن أتخذ لي شريكا، ويسرني إذا فكرت في هذه المسألة ووافقت على الانضمام إلي في هذا العمل. إن العمل مزدهر الآن، ولطالما كان كذلك منذ بضع سنوات، وبما أنني لن أطلب منك تقديم أي رأس مال، أرى أنك ستجد عرضي مؤاتيا كثيرا. وسوف ...
قال دينهام في شيء من التردد: «أنا ... لا أظنني أريد صياغته على هذا النحو. يبدو الأمر وكأنني أقدم كل شيء، وأن شريكي ... أنت تفهمين ما أرمي إليه.»
Неизвестная страница