109

Лицо и маска

الوجه والقناع

Жанры

وأصابعها الزرقاء الباردة المتيبسة

تتحرك في إثره وتتبعه.

تهيم بقربه وتهيم بعيدا.

قصيدة مجهولة

قال برادلي: «لو أني أمتلك الشجاعة.» بينما كان ينظر من فوق الحاجز الحجري لضفة نهر التيمز إلى المياه المظلمة وهي تتلألأ لوهلة تحت بريق مصباح الغاز ثم تختفي في ظلام الليل وتعود لتتلألأ من جديد في أسفل النهر.

واستطرد يتمتم لنفسه: «إنني على الأرجح سأكافح من أجل الخروج مرة أخرى في اللحظة نفسها التي سأقفز فيها.» ثم استدرك قائلا: «لكن إذا لم تأت المساعدة، فسينتهي كل شيء في غضون دقيقة. أو ربما دقيقتين. أقسم أن تلكما الدقيقتين ستبدوان وكأنهما دهر. وخلالهما سأرى مئات الطرق لكسب القوت، لو تمكنت فقط من الخروج من المياه مرة أخرى. فلم لا أستطيع الآن أن أجد طريقة لكسب قوتي بينما لا أزال خارج المياه. لقد انتحر والدي، فلم لا أقدم أنا على فعل ذلك؟ أعتقد أن الأمر متوارث في العائلة. يبدو أن هناك لحظة يكون فيها الانتحار هو المخرج الوحيد. ترى هل تردد قبل انتحاره؟ إنني جبان، وتلك هي المشكلة.»

وبعد لحظة من التردد تسلق الرجل إلى قمة الجدار الحجري ثم توقف مرة أخرى. ثم نظر إلى مياه النهر المظلمة وهو يرتعد.

وصاح بصوت عال: «سأفعلها.» وكان على وشك أن يقفز حين أمسكت به يد من ذراعه وجاءه صوت يقول: «ماذا ستفعل؟»

وفي ضوء مصباح الغاز رأى برادلي وجه رجل بدا مألوفا له، ورغم أنه تساءل في نفسه سريعا: «أين رأيت هذا الرجل من قبل؟» فإنه لم يستطع أن يتذكر.

فأجاب برادلي متجهما: «لا شيء.»

Неизвестная страница