Другая сторона Христа: позиция Иисуса по отношению к иудаизму – введение в гностицизм
الوجه الآخر للمسيح: موقف يسوع من اليهودية – مقدمة في الغنوصية
Жанры
أي: العودة من السبي كمجاز أدبي - رد على فراس السواح.
الكتاب يشبه الكائن الحي في دورة حياته؛ فهو يولد ويعيش مدة ثم يختفي ولا تجده بعد ذلك إلا في المكتبات العامة، ولكن بعضها يقاوم الزمن وقد يتحول إلى كلاسيكيات لا تخرج من دورة التداول. وقد أطال القراء في عمر مؤلفاتي حتى الآن، ولم يختف أحدها من رفوف باعة الكتب، أما تحول بعضها إلى كلاسيكيات فأمر في حكم الغيب.
فإلى قرائي في كل مكان، أهدي هذه الأعمال غير الكاملة مع محبتي وعرفاني.
فراس السواح
بكين، كانون الثاني (يناير) 2016
فاتحة
مولع بيسوع
قرأت الإنجيل في سن الحداثة، وفتنتني شخصية يسوع التي رأيت فيها نموذجا للثوري الذي جاء ليعلن نهاية عالم قديم، وتأسيس عالم جديد يتحقق المثالي فيه باعتباره واقعا، واليوتوبيا باعتبارها حالة يمكن أن نحياها، قال يسوع: «روح الرب نازل علي؛ لأنه مسحني وأرسلني لأبشر الفقراء، وأبلغ المأسورين إطلاق سبيلهم، والعميان عودة البصر إليهم، وأفرج عن المظلومين.» (لوقا 4: 18)، وقال: «تعالوا إلي يا جميع المتعبين والمثقلين بالأحمال، وأنا أريحكم، احملوا نيري عليكم وتعلموا مني؛ لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم.» (متى 11: 28، 29)، لقد كانت رسالة يسوع موجهة بالدرجة الأولى إلى الشرائح الاجتماعية المظلومة والمضطهدة، إلى المتعبين والمعذبين، وكان راعية للحرية والعدل والمساواة، ولم يلق منه الأغنياء أي تعاطف، بل لقد طالبهم بالتخلي عن ممتلكاتهم وتوزيعها على المحتاجين، قال يسوع لغني أراد الانضمام إلى جماعته: «إذا أردت أن تكون كاملا فاذهب وبع ما تملكه وتصدق به على الفقراء، فيكون لك كنز في السماء، وتعال فاتبعني. فلما سمع الشاب هذا الكلام مضى حزينا لأنه كان ذا مال كثير، فقال يسوع لتلاميذه: يعسر على الغني أن يدخل ملكوت السموات، وأقول لكم، لأن يدخل الجمل في سم الإبرة أيسر من أن يدخل الغني في ملكوت السموات.» (متى 19: 21-24)، وقال: «الويل لكم أيها الأغنياء فقد نلتم عزاءكم، الويل لكم أيها الشباع فسوف تجوعون، الويل لكم أيها الضاحكون الآن فسوف تحزنون وتبكون.» (لوقا 6: 24-25).
انطلاقا من هذا الالتزام الاجتماعي، فقد كانت شرائح المجتمع الدنيا هي التي استحوذت على اهتمامه، قال يسوع: «جاء يوحنا المعمدان لا يأكل ولا يشرب، فقالوا إن به مسا من الشيطان، جاء ابن الإنسان (= يسوع) يأكل ويشرب، فقالوا هو ذا رجل أكول سكير صديق للعشارين والخاطئين.» (متى 11: 18-19)، «وكان تلاميذ كثيرون يتبعونه، فلما رأى بعض الكتبة من الفريسيين أنه يؤاكل الخاطئين والعشارين، قالوا لتلاميذه، لماذا يؤاكل الخاطئين والعشارين؟ فسمع يسوع كلامهم، فقال لهم : ليس الأصحاء بمحتاجين إلى طبيب بل المرضى، ما جئت لأدعو الأبرار بل الخاطئين.» (مرقس 2: 16-17)، وقال لهم أيضا: «إن العشارين والزواني يسبقونكم إلى ملكوت الله، جاءكم يوحنا المعمدان سالكا طريق البر فلم تؤمنوا به، وآمن به العشارون والزواني، وأنتم رأيتم ذلك فلم تندموا وتؤمنوا به ولو بعد حين.» (متى 21: 31-32).
من هنا جاءت سخرية يسوع من السلطة، وحضه على إلغاء المراتبية الاجتماعية: «ووقع جدال بينهم في من يعد أكبرهم، فقال لهم: إن ملوك الأمم يسودونها، وأصحاب السلطة فيها يريدون أن يدعوا محسنين، أما أنتم فليس الأمر فيكم كذلك، بل ليكن الأكبر فيكم كالأصغر، والمترئس كالخادم.» (لوقا 22: 24-26)، وعندما كان يتناول العشاء الأخير مع تلامذته: «قام عن العشاء فخلع رداءه، وأخذ منشفة فائتزر بها، ثم صب ماء في مطهرة وشرع يغسل أقدام تلاميذه ... فلما غسل أقدامهم ولبس رداءه وعاد إلى المائدة قال لهم: أتفهمون ما صنعت إليكم؟ أنتم تدعونني معلما وسيدا، وأصبتم فيما تقولون، فهكذا أنا، وإذا كنت أنا المعلم والسيد قد غسلت أقدامكم، فيجب عليكم أيضا أن يغسل بعضكم أقدام بعض، فقد جعلت لكم من نفسي قدوة لتصنعوا ما صنعت إليكم.» (يوحنا 13: 5-15).
Неизвестная страница