Откровение и реальность: анализ содержания

Хасан Ханафи d. 1443 AH
222

Откровение и реальность: анализ содержания

الوحي والواقع: تحليل المضمون

Жанры

حياتنا المعاصرة هو موضوع الفلسفة، والتأمل النظري هو واقعنا المعاصر الذي يفرض موضوعاته، ويتطلب تنظيرا لها من أجل ممارستها الفعلية. أولها فلسفات التحرير لاستكمال حركات التحرر الوطني بعد أن عاد الغزو الاستعماري العسكري المباشر مثل فلسفة المقاومة عند فشته، وفقه الأرض المغصوبة في الفقه القديم. وثانيها فلسفات الحرية تدعيما لحرية الإنسان ضد كل مظاهر القهر الديني والسياسي والاجتماعي والتاريخي. ويتم ذلك عن الحوار مع فلسفات الحرية العقلية عند ديكارت وكانط، والنفسية عند برجسون، والشخصانية عند مونييه، والوجودية عند سارتر. وثالثها فلسفات العدالة الاجتماعية لحل قضية الفقر والغنى وسوء توزيع الدخل القومي والتعامل مع فلسفات العدل الاجتماعي بكل أنواعه من اشتراكية طوباوية وخيالية ودينية ومثالية وعلمية، وما يقابلها في الموروث القديم من نظريات الاستخلاف والإقطاع والمشاع والمساواة. ورابعها فلسفات الوحدة القادرة على حماية الأمة من كافة أشكال التجزئة الطائفية والعرقية مثل فلسفات الوحدة في الغرب عند هيجل والرومانسية الألمانية ونظريات وحدة الشهود عند ابن الفارض، ووحدة الوجود عند ابن عربي، والوحدة المطلقة عند ابن سبعين في التصوف الإسلامي. وخامسها التنمية الشاملة من أجل الاعتماد على الذات وتأصيلا لها في الموروث القديم في نظريات التسخير وإعمار الأرض واستثمار الثروات الطبيعية والحيوانية، وفي نظريات التنمية المستدامة والمستقلة في أمريكا اللاتينية وآسيا. وسادسها فلسفات الهوية التي تحمى الأمة واستمرارها في التاريخ بدلا من الاستقطاب الحالي بين السلفية والعلمانية واعتمادا على فلسفات الأنا والذاتية في الغرب أو لدنيا خاصة عند محمد إقبال. وسابعها وآخرها فلسفات تجنيد الجماهير وحشد الناس من أجل تحويلهم من كم إلى كيف اعتمادا على ثورة الجماهير عند أورتيجا أو تربية المضطهدين عند فريري أو مفاهيم العامة والخاصة والجمهور في الموروث القديم وما استحدث من فعاليات اجتماعية جديدة مثل العمال والفلاحين والطلبة والمثقفين الوطنيين.

الفلسفة إذن ضرورية في حياتنا المعاصرة لمزيد من الوعي بالواقع وبالموقف الحضاري، علاقتنا بالموروث القديم الذي ما زال حيا في الشعور الجماهيري دون القطيعة معه، وعلاقتنا بالوافد الحديث الذي أصبح في عقل النخبة، زرعا في غير أرضه، ولم ترتبط الجماهير به، وعلاقتنا بالواقع المعاش الذي يحتاج إلى تأمل وتدبر وإدراك وتعامل مباشر مع الواقع بالمخزون النفسي القديم أو بما ورد من ثقافة حديثة من خلال الإعلام أو بالبداهة والفطرة والحكمة الشعبية.

الفلسفة إذن ليست الكلام المعقد غير المفهوم بل هي القدرة على الدخول في أعماق الواقع لفهمه وتغييره. حينئذ تصبح الفلسفة جزءا من حياة الناس ومطلبا لهم. (2) فلسفة السؤال

السؤال والجواب منهج في الفكر الغربي المعاصر سماه ياسبرز فلسفة السؤال. فلا فلسفة بلا سؤال. وأحيانا يكون السؤال بلا جواب، وهو إما التساؤل الذي يعبر عن الدهشة أو الذي لا إجابة نظرية عليه.

ويعني السؤال أولوية الواقع على الفكر. الواقع يسأل والفكر يجيب تجنبا للأسئلة النظرية التي لا تنتج عنها آثار عملية مفيدة للناس في حياتهم ومماتهم.

والصيغة الشائعة في القرآن الكريم لذلك من بين عديد من الصيغ هي «يسألونك». وقد وردت خمس عشرة مرة. وهي أسئلة عن مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية حول ما يعرض للناس من قضايا وآراء، وما يواجهونه من مشاكل وأزمات.

وهناك سبعة أسئلة يسألها الإنسان في حياته الخاصة والعامة.

السؤال الأول:

ما يتعلق بأسلوب حياته، ما يجوز له وما لا يجوز، وهو سؤال عن الحلال،

يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات . فالإنسان ليس موجودا طبيعيا فقط بل هو أيضا موجود أخلاقي. بينه وبين الطبيعة ضرورة وشرع، حاجة وأخلاق، إشباع وامتناع. صحيح أن الطبيعة خيرة، وأن الإنسان يولد على الفطرة، وأن الإسلام دين الفطرة، وأن الإنسان لو سلك طبعيا أي بفطرته لكان خيرا. إلا أن الاحتراز واجب، والحذر مطلوب، فالطبيعة بلا حدود. ومن هنا جاءت الشريعة لتنظيم العلاقة بين الإنسان والطبيعة على افتراض أنها خير. لذلك كان السؤال عن الحلال وليس عن الحرام، وكان الجواب من الطيبات وليس من الخبائث. وليس كدعاة هذه الأيام الذين يكون الحرام في أفواههم قبل الحلال، والخبائث قبل الطيبات حتى جعلوا الدين قهرا ومنعا إضافة إلى القهر والمنع في الحياة الاجتماعية والسياسية.

Неизвестная страница