ثانيا:
نحن نحاول نقل العلوم الحديثة إلى اللغة العربية، وهذا يوجب أن يكون الرياضيون والمهندسون والمشرعون والأطباء قادرين أتم القدرة على التعبير باللغة العربية تعبيرا يذكر بابن سينا وابن رشد وابن البيطار والغزالي والكمال بن الهمام وإمام الحرمين.
ثالثا:
سيكون أكثر أبنائنا من شبان العراق مدرسين في المدارس الثانوية والمعاهد العالية، وهؤلاء لا مفر لهم من أن يشعروا تلاميذهم بأنهم يتكلمون لغتهم العلمية، كما يتكلم المدرسون الأوروبيون لغتهم العلمية.
رابعا:
سيكون أكثر أبنائنا من شبان العراق مسئولين عن تثقيف الجمهور، وهذا الجمهور لغته العربية، وهو في بعض أحواله يفهم لغته بأدق مما يفهمها المتحذلقون من شبان هذا الزمان. •••
أما بعد، فإنه من العيب أن يقع ما عبته مرة على أستاذ مصري ألف كتابا في علم النفس فكانت مراجعه كلها إنجليزية، ولم يشر مرة واحدة إلى رسائل إخوان الصفاء، مع أن في تلك الرسائل كثيرا من أمهات المسائل في علم النفس وعلم الأخلاق.
ومن العيب أن يقع ما سمعت من أن مكتبة كلية الحقوق في بغداد ليس فيها نسخة من شرح فتح القدير على الهداية، ومن العيب أن يستغرب بعض الطلبة في دار المعلمين العالية أن أكلفه درس مسألة فقهية، مع أن الفقه جانب من الأدب يصور مشكلات المجتمع في الحواضر الإسلامية.
ومن هذا يرى القراء أن أفق الأدب أوسع مما يظنون، وأنه واجب كل الوجوب في تثقيف جميع الطلاب.
الفصل الرابع عشر
Неизвестная страница