إن الأقلام كلها تحولت إلى الجدل السياسي، وكاد المسرح المصري يموت بالرغم من وجود قصاصين بارعين أمثال محمود تيمور وتوفيق الحكيم.
فإن شئتم أن تعرفوا ما هو المذهب الجديد الذي عرفته مصر من بين المذاهب الأدبية فإني أحدثكم أن ذلك المذهب هو الأدب السياسي، والأدب السياسي هو كل ما تعرف مصر من غذاء العقول في هذه السنين العواصف.
والأدب السياسي فن جديد في اللغة العربية، ولا يعرف قيمته إلا من يقرأ البلاغ والكوكب والجهاد والأهرام والمقطم وآخر ساعة والكشكول، ففي هذه الجرائد والمجلات صنوف من الصبوح والغبوق يدركها أرباب الأذواق.
ولو رأيتم كيف تتصاول المذاهب والآراء في تلك الجرائد والمجلات لرأيتم العجب العجاب، وأشد ما آسف له أن الأدب السياسي في مصر لا يطلع عليه إخواننا في سائر الأقطار العربية، لأنهم يحسبونه نوعا من الحديث المعاد، ولو بحثوا لعرفوا أنه صقال للأذهان والعقول.
أيها السادة
قد رأيتم أنني وقفت موقف الواصف لبعض الظواهر الأدبية في الديار المصرية، وما أدعي أني وفيت الموضوع حقه من البحث، ولكن يكفي أن أكون طفت بكم طوفة لا تخلو من طرافة، وهي طوفة كنت فيها مثالا للدليل الأمين، والسلام.
الفصل الخامس
القلب الغريب
في ليلة عيد
أخي الأستاذ الزيات
Неизвестная страница