66

كالفرع جف على الثرى فتكسرا

قصص وأماثيل

أكاروس

قصة «ديدالوس» و«أكاروس» تروى على روايات كثيرة في الأساطير اليونانية القديمة، وقد اخترنا هذه الأسطورة لنظمها والتعليق عليها؛ لأنها تجمع العبرة والمتعة الخيالية، وهذه هي خلاصتها: ديدالوس بطل كانوا يضربون به المثل للقدرة الخارقة في الصناعة وحسن الحيلة في تذليل المصاعب والخروج من المآزق، وزعموا أنه غار من ابن أخته الذي كان يتعلم على يديه فقتله وأخفى جثته، ثم خاف العاقبة فهرب من أثينا ومضى يضرب في البلاد برا وبحرا، حتى نزل «كريت» على صاحبها «مينو» فلقي عنده كرامة وحسن وفادة، وأمل «مينو» أن يستفيد من علمه وقدرته في تحصين بلاده وتعليم رعيته فأبقاه وتكفل له بالحماية وطيب المقام.

وكان لمينو زوجة جامحة الهوى تحب ثورا مشهورا في الأساطير باسم «منوطور»، فولدت منه طفلا لا إلى الثور ولا إلى الإنسان، وغلب عليها حب الأم فأرادت أن تستحييه وتحفظه في غفلة من زوجها المخدوع، فلجأت إلى ديدالوس تطلب إليه أن يبني لذلك الطفل سردابا مجهول المنافذ تضعه فيه وتتعهده بالتربية والحراسة، فتردد الصانع أولا وحسب حساب الرفض والقبول، ثم قبل أن يصنع السرداب مخافة من دسيسة الزوجة واطمئنانا إلى خفاء الأمر بعد بناء السرداب، ولكن الملك علم به فثارت ثورته وأغلق مسالك الجزيرة ومنع أن يفلت ديدالوس منها هاربا من عقابه، فلما اشتد الحجر على ديدالوس هدته الحيلة إلى صنع أجنحة له ولولده «أكاروس» يطيران بها عن الجزيرة، ونصح الحكيم الصناع ولده ألا يعلو في السماء فتذيب الشمس لحام جناحه ولا يهبط على الماء فيبللهما الرشاش الكثير، ولكن الولد نسي النصيحة وهو في نشوة الطيران والوثوب، فعلا مصعدا إلى الشمس وكان ما خافه أبوه؛ إذ سقط هالكا على صخرة في البحر يبكيه من حولها نبات الماء، فالأسطورة مجال لاستعراض عبر الشهرة والغيرة والشهوة والطماح:

أكاروس هذا مسبح الطير فاركب

وتلك المهاوي من خضارة

1

فاجنب

زوى الغاشم المخدوع عنا سفينه

Неизвестная страница