وأحسن كما أحسن الله إليك
وأحسن كما أحسن الله إليك
Издатель
دار القاسم
Жанры
ردت امرأة شفاعة سيد الخلق ﷺ حينما قال لها: «لو راجعتِ زوجك فإنه أبو ولدك» قالت: يا رسول الله، أتأمرني؟ قال: «لا، وإنما أنا شافع» قالت: فلا حاجة لي فيه [متفق عليه].
وإذا قضيت حاجة المرء فينبغي الثناء على الشافع وعلى المشفوع عنده، يقول ﵊: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس» [رواه أحمد] ويقول: «من صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه» [رواه النسائي].
وقال ﷺ: «من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرًا، أبلغ في الثناء» [رواه الطبراني].
وإذا قصرت يدك على المكافأة فليصل لسانك بالشكر، فخير مواضع المعروف ما جمع الأجر والشكر.
وإن كان للمحسن عليك حق فبادر برده، فإن ذلك من الإحسان، فأحسن كما أحسن إليك في البدء.
ومن اعتذر عن تقديم خدمة إليك فلا تلمه وتجعله على لسانك غيبة وبهتانًا، فالله ﷿ يقول: ﴿مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ﴾ [التوبة: ٩١] ولربما أنه قد أتاه غيرك وتحمل ما لا تعلمه، وليس من المروءة أن يخبرك بذلك.
جعلنا الله وإياكم من المتعاونين على البر والتقوى.
1 / 36